ارتفعت عملة اليورو أمام الدولار بنسبة 8% بالمتوسط خلال عام 2020، وبنسبة 14% عن أدنى سعر لليورو أمام الدولار في شهر آذار 2020، وفيما يلي عرض شامل حول توقعات اليورو أمام الدولار للعام 2021 بين متفائل ومتشائم.
التوقعات الإيجابية لعملة اليورو أمام الدولار:
قالت بعض البنوك في تقاريرها إلى إمكانية ارتفاع اليورو مقابل الدولار الأمريكي حتى النصف الثاني من العام 2021.
وارتكز عدد كبير من التحليلات في ذلك على حالة عدم اليقين على الصعيد الصحي والجيوسياسي والاقتصادي.
كما توقع المحللون بأن يؤثر خروج بريطانيا من منطقة اليورو إلى توجيه المزيد من الدعم لليورو والجنيه الاسترليني على حد سواء أمام الدولار.
ويبدو أن زوج الدولار واليورو ما زالا يمثلان قوة هائلة، وتحديدا بعد معرفة المعلومات التالية:
أولا. حجم التداول لزوج اليورو دولار في اليوم إلى أكثر من تريليون دولار.
ثانيا. تواصل البنوك المركزية تخزين كميات كبيرة من الاحتياطيات بالذهب والعملات الأجنبية؛ حيث يمثل الدولار نسبة 60%، يليه اليورو بنسبة 22%.
أما عن أبرز المؤشرات التي رأى المحللون أنها تزيد من توقعات قوة اليورو فقد تمحورت حول مركز الدولار من المدفوعات العالمية.
حيث فَقَدَ الدولار مركزه المتقدم في المدفوعات العالمية، والتي كان قد وصل إليها في إبريل عام 2015 حينما مثّل نسبة 45.3% من المدفوعات العالمية.
وذلك بعدما مثّل اليورو في اكتوبر من العام 2020 نسبة 37.8% من التحويلات المالية، ليليه الدولار بنسبة 37.64%.
التوقعات السلبية لعملة اليورو أمام الدولار:
يستند الجانب الآخر الذي لم يرجح استمرار قوة اليورو أمام الدولار، إلى المعطيات التالية:
أولا. ما زالت القروض العابرة للحدود والسندات الدولية مقومة بنسبة 50% بعملة الدولار، كما أشار لذلك بنك التسويات الدولية BIS.
ثانيا. عدم رغبة البنك المركزي باستمرار قوة اليورو، وذلك لما سيسببه من مشاكل كبيرة للصادرات الأوروبية والميزان التجاري.
خاصة وأن تعزيز اليورو بنسبة 10٪ سيكون كفيلا بتخفيض الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو بحوالي 1٪.
وهذا ما يبدو جليّا بعدما وصل اليورو أمام الدولار إلى ذروته عام 2008 (عام الأزمة المالية)، وذلك حينما وصل إلى 1.60 أمام الدولار.
ثالثا. الأداء الضعيف لدول منطقة اليورو الـ19 في عام 2020، وزيادة أعداد الإصابات في ظل السلالة الجديدة.
رابعا. التشكيك في القدرة على دمج اقتصاديات دول منطقة اليورو في حزمة واحدة وعملة مشتركة وتحديدا في ظل المشاكل السياسية بين الدول.
توقع بنك Goldman Sachs انخفاضًا في سعر الدولار المرجح في عام 2021 بنسبة 6٪ فقط .
فيما توقع Morgan Stanley أن يرتفع زوج EUR / USD من المستويات الحالية إلى 1.25.
بينما توقع “بيتر شيف” رئيس Euro Pacific Capital ورئيس Morgan Stanley Asia السابق وعضو مجلس إدارة بنك الاحتياطي الفيدرالي ستيفن روتش، احتمالية انهيار الدولار في عام 2021 بنسبة 50٪.
كما توقع المحللون في Citigroup انخفاضًا أقل قليلاً ولكن مثيرًا للإعجاب لقيمة العملة بنسبة 20٪..
حيث رأى المحللون بإمكانية أن يصل زوج اليورو/ دولار 1.40-1.44 في نهاية العام المقبل.
إن التحليلات السابقة تشير إلى ان عام 2021 قد يكون عام حرب العملات العالمية، خاصة وأن المركزي الأوروبي في طريقه نحو التدخل بعد وقوفه موقف المحايد في السياسات النقدية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية