سيعلن مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي عن قراره الأخير بشأن السياسة النقدية في منطقة اليورو يوم الخميس القادم، وهو ما سيلقي بظلاله على توقعات اليورو مقابل الدولار وغيره من العملات (المصدر).
حيث تشير جميع المؤشرات إلى أنه المركزي الأوروبي سيكون من البنوك الأخيرة التي تشدد سياستها النقدية بعد الركود الذي سببته جائحة كورونا.
وإذا تم تأكيد هذا الموقف المتشائم المستمر من قبل البنك المركزي الأوروبي ورئيسته كريستين لاغارد في مؤتمرها الصحفي بعد الاجتماع، فمن المحتمل أن يستمر الضعف الحالي لليورو مقابل الدولار الأمريكي.
توقعات اليورو مقابل الدولار معرضة للمزيد من الضعف!!
يتوقع الجميع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس القادم جميع تفاصيل سياسته النقدية دون تغيير في الوقت القريب.
إلا أن إعلان السياسة الأخير، والمؤتمر الصحفي التالي للرئيس لاغارد، سيكونان مختلفين على المدى البعيد.
حيث قالت لاغارد في حديثها إلى تلفزيون بلومبرج يوم الأحد الماضي:
“طلبت من المستثمرين الاستعداد لتوجيهات جديدة بشأن التحفيز النقدي”.
وأضافت قائلة:
“كما أنني أشرت إلى أنه قد يتم اتخاذ تدابير جديدة في العام المقبل لدعم اقتصاد منطقة اليورو بعد انتهاء برنامج السندات الطارئة الحالي”.
كما تحدثت لاغارد بأن البنك المركزي الأوروبي رفع هدف التضخم الخاص به إلى 2٪ واعترفت بأنه قد يتجاوز الهدف المنشود.
حيث قالت:
“إن جلسة إدارة البنك المركزي الأوروبي في 22 يوليو القادم سيكون لها بعض التغييرات والتغييرات المثيرة للاهتمام.”
بينما أكدت على أنه سيتم إعادة النظر في التوجيهات المستقبلية للبنك المركزي للوفاء بالالتزامات.
وقد خسر اليورو مقابل الدولار قوته بعد هذه التصريحات، وتحديدا بعد تصريحات إجنازيو فيسكو أحد صناع السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي.
حيث قال:
“إن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يبقي السياسة النقدية سهلة للغاية لدعم الاقتصاد”.
فيما أكد على ضرورة عزل اسواق اوروبا المالية عن اسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا تعني الأخبار السابقة؟
هذه الأخبار تشير بشكل كبير إلى أن المركزي الأوروبي سيراجع سياسته هذا الاسبوع لمواءمة استراتيجيته الجديدة.
حيث يسعى المركزي إلى السماح للتضخم بالارتفاع فوق 2% بعض الوقت، وتحديدا في الوقت الذي تشهد فيه اسعار الفوائد انخفاضا كبيرا.
أما عن المؤشرات المهمة التي يجب أن يتم مراقبتها بمجرد انتهاء اجتماع البنك المركزي الأوروبي، فهي:
-
بيانات ثقة المستهلك في منطقة اليورو في نفس اليوم.
-
مؤشرات مديري المشتريات “السريعة” لمنطقة اليورو والدول الأعضاء فيها في يوليو.
حيث أنه وفي حال جاءت الأرقام افضل من التوقعات، فسنشهد تحسنا على زوج اليورو دولار، فيما سنشهد العكس إذا جاءت الارقام أقل من التوقعات.
وعلى الرغم من تشاؤم البنك المركزي الأوروبي إلى جانب البنوك المركزية السويسرية واليابانية.
إلا أن اليورو أمام الدولار ما زال أعلى من أدنى مستوياته التي سجلها في نهاية آذار الماضي حينما وصل إلى 1.1704 دولار لليورو.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية