حافظت أسعار الذهب على مستويات أعلى من 1900 دولار على مدار الفترات السابقة، وتحديدا منذ شهر آذار من العام الحالي، إلا أنه شهد انخفاضا دون مستويات 1900 دولارا في تعاملات اليوم الأول من تداولات الأسبوع الجاري، وفيما يلي توقعات سعر الذهب خلال الشهور القادمة.
يعتبر الذهب أحد أبرز الملاذات الآمنة، التي يلجأ إليها الجميع في أوقات الاضطرابات والتراجعات الاقتصادية.
ويتم اللجوء إلى الذهب بهدف المحافظة على القيمة النقدية والثروات رغم عوائده الصفرية التي يتم انتقادها.
حيث انتقد وارن بافيت، أحد أغنى أغنياء العالم، والذي يعتبر أذكى مستثمري العالم اداء الذهب في اجتماعه الأخير.
وتشهد الأسواق العالمية خلال الشهور القادمة وحتى يوليو، رفعا في أسعار الفائدة على الدولار بمقدار نصف نقطة لثلاث اجتماعات قادمة.
وهي الارتفاعات التي ستتم من قبل الفيدرالي لمحاولة علاج التضخم الأمريكي الأعلى منذ عام 1982.
ويقف التضخم الأمريكي تسارعا شديدا بسبب العديد من المشاكل الاقتصادية والتجارية والسياسية، ليسجل 8.5%.
بينما لم تنفع كل الجهود الأمريكية في معالجة التضخم أو كبح جماحه، إلا أن الفيدرالي ما زال مصرا على استخدام الوسائل النقدية التقليدية.
ليتم الحديث عن رفع سعر الفائدة بمقدار أقله نصف نقطة مئوية، بعدما قام برفع الفائدة بربع نقطة خلال شهر آذار الماضي.
ويعيد المستثمرون الآن تقديراتهم لمختلف الأسواق في ظل الارتفاعات القادمة على أسعار الفائدة.
حيث انخفض اداء الأسواق المالية الأمريكية ليشهد اسوأ تراجع شهري منذ عام 2008 وتحديدا مؤشر ناسداك المركب.
وذلك لسببين اثنين:
الأول يتعلق بنتائج أعمال الشركات المخيبة للآمال ومخاوف تراجع أدائها خلال الأرباع القادمة بسبب المشاكل التجارية والسياسية.
بينما يتعلق الآخر بارتفاع اسعار الفوائد التي تجعل من الدولار الأمريكي ذا عائد أفضل وأعلى من الاستثمارات المالية.
وهذا ما انعكس بدوره سلبا على أداء الذهب، لينخفض اليوم الاثنين بمقدار 35 دولارا ليصل لمستويات 1860 دولارا.
توقعات اسعار الذهب للشهور القادمة:
يتوقع أن يستمر الذهب في أداءه الهابط على مدار الشهور القادمة، وذلك حتى يتم تكشف مدى نجاح ارتفاع الفوائد في معالجة التضخم.
إلا أنه وفي حالة فشل هذه الوسيلة التقليدية في تحسين معدل التضخم وإعادته لمستويات 2% المستهدفة من قبل الفيدرالي، فإن الذهب سيتخذ مسارا صاعدا.
وهو ما سيحتاج إلى الاستمرار في المتابعات الاقتصادية والسياسية والتجارية والتي سنقوم بتقديمها ان شاء الله
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية