رويترز: تتسابق الوكالات والمحللون إلى رسم توقعات سعر الفائدة على الدولار بشكل محدث قبل أسبوعين من اجتماع الفيدرالي القادم، والذي كان قد أشار في توقعاته خلال شهر سبتمبر إلى أن الفائدة قد تقف عند 4.6% بحدها النهائي.
النتيجة والخلاصة:
وقبل الدخول في التفاصيل، فإنه وبالنتيجة، فإنه ووفقا للتحليل الأساسي فإن الدولار سيبقى متداولا عند المستويات الحالية.
وسيبقى عرضة للانخفاض والارتفاع المضاربي، ما لم يحدث أمر جديد في اجتماع اوبك+ غدا الاحد، أو أي خبر عن رد روسي انتقامي على عقوبات اوروبا التاسعة الوشيكة وبدء انقطاعها عن الطاقة الروسية يوم الاثنين من هذا الاسبوع.
حيث إن قرار التخفيض في الانتاج النفطي سيقدم للدولار اخبارا جيدة، نظرا لأنه سيحافظ على اسعار النفط مرتفعة وهي مكون مهم من مكونات التضخم بشكل عام.
ولكن وحتى الآن فإن الأخبار الأخيرة تشير إلى عدم التخفيض او الزيادة من قبل اوبك+ والابقاء على نفس سياسة الانتاج الحالية.
وما بين الأخبار وما بين عدم معرفة وتوقع الرد الروسي، فإنه يجب مراقبة اجتماع اوبك غدا وقراراته.
التفاصيل:
فيما يلي سنتحدث عن عدة مسائل تدعم أن الفوائد في طريقها نحو المزيد من الارتفاعات وإن كانت بوتيرة أبطأ مما كانت عليه خلال الشهور الماضية.
أولا. لقاء باول الصريح والمباشر:
لقد خرج جيروم باول بلقاء يوم الاربعاء للحديث عن سوق العمل والبطالة والتضخم واسعار الفوائد.
بحيث أشار الرجل إلى ضرورة الاقتراب من موعد ابطاء رفع الفوائد، ولكن ضمن ما لا يتعارض مع حربه ضد التضخم.
وقد صدر بعد اللقاء جملة من المؤشرات المهمة، والتي كان آخرها يوم الجمعة على النحو الآتي:
-
أظهر تقرير التوظيف الأمريكي الأقوى من المتوقع لشهر نوفمبر أن الشركات أضافت 263000 عامل.
-
ارتفعت الأجور بالساعة بمعدل سنوي 5.1%.
-
تقلص حجم القوة العاملة نفسها.
إلا أن الأسواق تجاهلت كل الإشارات السلبية أو الإيجابية؛ بحيث إنها ما زالت تعول على مقدمة ما قاله باول عن تهدئة رفع الفوائد.
بل إن الأسواق المالية التي تنتعش بسبب جزء من تصريح باول الجيد السابق ذكره، فيبدو أنها قد تجاهلت جزءا خطيرا في الخطاب.
وذلك حينما قال باول:
“إن سعر الفائدة يتجه نحو الأعلى، وبشكل قد يتجاوز توقعات 4.6%”.
وهذا الأمر الذي أكد عليه بعض اعضاء الفيدرالي أيضا، مثل رئيسة الفيدرالي ماري دالي، ورئيس الفيدرالي جيمس بولارد.
وبذلك فإن الفيدرالي قد أرسل آخر رسائله للأسواق والجميع، بأن معركة التضخم ما زالت قائمة، رغم إدراكه لنتائج رفع الفوائد السلبية.
كما أرسل رسالات تؤكد على ضرورة مراقبة البيانات الخاصة بسوق العمل، وأن ذلك سيكون ركيزة في تحديد مستقبل الفوائد.
فكلما زادت أعداد الوظائف وكان معدل البطالة منخفضا كما هو الآن، فإن الفيدرالي سيقبل الخسائر أثناء محاربة التضخم.
بل إن الفيدرالي نفسه توقع أن يرتفع معدل البطالة نهاية هذا العام إلى 4.4%، وهذا يعني أن الأوضاع ما زالت تمهد نحو رفع الفوائد.
ثانيا. تصريحات بعض أعضاء الفيدرالي:
تظهر التوقعات الجديدة من صانعي السياسة البالغ عددهم 19 في الاحتياطي الفيدرالي استمرار ارتفاع التضخم حتى عام 2023.
وهذه التوقعات الجديدة من قبل هؤلاء المسؤولين تتعارض مع السوق الذي يتوقع قيام الفيدرالي بتخفيض اسعار الفائدة بحلول نهاية 2023.
وقد كتب الخبير الاقتصادي في جيفريز توماس سيمونز:
“لقد اخبرنا الاحتياطي الفيدرالي أن رفع معدلات البطالة وانخفاض نمو الاجور سيستغرق وقت طويل من السياسة التشددية”.
كما أضاف قائلا:
“بعد لقاء باول نتلقى المزيد من المؤشرات التي تؤكد على أن السياسة النقدية التشددية ستبقى فترة ليست بالقصيرة”.
ووفقا لسيمونز، فإن هذا لا يعني أن الفائدة القادمة ستبتعد عن 50 نقطة أساس، ولكنه يؤكد على أن الفوائد ستتجاوز 5%.
الخلاصة: توقعات سعر الفائدة على الدولار ستعيد ذاكرتنا للوراء 15 عاما!
وفي النتيجة؛ فإن توقعات سعر الفائدة على الدولار قد تعيدنا إلى ما كانت عليه قبل 15 عاما.
وذلك حينما كانت الفوائد تقف عند 5.25% في الفترة الممتدة بين يونيو 2006 إلى يوليو 2007.
وذلك في بداية الأزمة المالية العالمية 2007 إلى 2009 وما تبعه من ركود.
وسننتظر الجميع توقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عشيرة 2022/12/14، ضمن استراتيجية “الرفع والاحتفاظ”
أي سنستمع إلى اللقاء الصحفي بعد قرار رفع الفائدة بنصف ساعة الساعة 9:30 بتوقيت القدس.
حيث سيتحدث رئيس الفيدرالي عن توقعات اسعار الفائدة عند مستوياتها النهائية بما يتوائم مع النمو الاقتصادي والبطالة بشكل خاص.
وحتى الآن فإن الأسواق المالية الأمريكية على وجه التحديد تنتعش بعدما تعرضت لمحور ما يقرب من 12 تريليون دولار من قيمتها بسبب رفع اسعار الفائدة بأعلى وتيرة منذ الثمانينات.
وستبقى الأسواق المالية والأسواق النقدية في حالة تأهب كبيرة حتى تاريخ النقطة الفيصل قبل اجتماع الفيدرالي بيوم.
حيث ستصدر قراءة التضخم يوم الثلاثاء بتاريخ 2022/12/13، الساعة 3:30 بتوقيت القدس، دون وجود توقعات محدثة حتى الآن.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية