حينما ارتفع التضخم الأمريكي إلى أعلى مستوياته في يوليو تموز من العام الماضي، كانت الأنظار تتجه إلى مزيد من الارتفاعات القادمة عليه، ولكن ولعدة أسباب، تم شرحها مرارا وتكرارا، بدأ التضخم بالانخفاض شيئا فشيئا من 9.1% إلى 3% حاليا، وفيما يلي توقعات قراءة التضخم الأمريكي الخميس القادم.
وقبل الدخول في كل التفاصيل أدناه، فالرجاء معرفة أن المشاكل السياسية الاسرائيلية تقف داعما للدولار، ولن ترجع الدماء في الشيكل إلا في حال التراجع الكامل وليس الجزئي عن التعديلات القضائية.
توقعات قراءة التضخم الأمريكي الخميس القادم
فإننا سنكون أمام السيناريوهات التالية:
السيناريو الأول: انخفاض التضخم بشكل مفاجئ ومخالف لتوقعات ارتفاعه!
السيناريو الثاني: ثبات، أو ارتفاع التضخم إلى 3.3% وفقا للتوقعات!
أما السيناريو الثالث: ارتفاع التضخم بأعلى من التوقعات!
وفي السيناريو الأول، سنكون مع انفراجة كبيرة للفيدرالي، وتراجع مفترض لعملة الدولار الأمريكي.
بينما وفي السيناريو الثاني، فإننا قد نجد أن الدولار قد صمد عند نفس المستويات الراهنة، متأرجحا بين أدنى الستينات وسقفها.
فيما وبناء على السيناريو الثالث، وهو الأخطر، فإننا سنكون في رحاب مستويات سعرية جديدة صاعدة.
ولكن وحتى ومع السيناريو الأول والسيناريو الثاني، فإننا سنكون أمام معضلة أخرى.
وهي أن ارتفاع التضخم المتوقع، سيكون قد تأجل لموعد آخر، لا سيما في ظل العديد من المشاكل الاقتصادية والتجارية وتعطل المصنع الكبير الصيني.
وسبب الخطورة هنا، أنه سيكون ارتفاعا بشكل اكبر مما يمكن أن يتم توقعه في ظل المعضلات الحالية.
ومع كل السيناريوهات السابقة، فإن كل ما يدعم صمود الدولار وارتفاعه ما زال باقيا ومستمرا.
فإذا انخفض، وهو ما يروج إليه بعض أنصاف المحللين دون أسباب موجودة بشكل حقيقي، فإنه سيكون لعمليات شراء تدريجية.
أما إذا ارتفع، فإنها ستكون فرصة ذهبية لبيع ما كان قد تم رصده من دولارات عند مستويات هابطة.
وهنا كتلخيص وإعادة لعلها تكون فيها الإفادة:
إذا ثبت التضخم، فإن الدولار قد يصمد عند مستوياته الراهنة مع تقلبات لا تستدعي من أرباع المحللين التباهي فيها.
أما إذا ارتفع، فهذه ستكون إشكالية كبرى، سنشعر جميعنا بتباعتها لاحقا.
بينما وفي حال انخفض، وهو ما أرجوه حقا، فإن الدولار سيتجه نحو انخفاض لفترة استيعاب السوق وإعادة تموضع مراكز كبيرة وإعادته لمستوياته الحالة بعد فترة لا يمكن لمحلل تحديدها.
ولاحظوا أنني لم أذكر كل المشاكل الاقتصادية القادمة المتوقعة، والتي قد تدفع الدولار لمستويات لن تسركم أبدا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية