خبير يوضح مصير الدولار والشيكل والذهب:
طرح الدكتور شادي حمد عبر حسابه الالكتروني الخاص أسئلة يوضح من خلالها مصير الدولار والشيكل والذهب على النحو التالي:
الذهب ارتفع بنسبة 62% في عامين، ما السبب؟
الدولار يستمر بالتراجع؟ هل نحن مقبلون على مستقبل دولاري مظلم؟
الشيكل إلى أين؟
وقبل أن يقوم الدكتور شادي بالإجابة عن الأسئلة السابقة أشار إلى خطورة الواقع الحالي قائلا:
“إن استمرار انتشار الفايروس في العالم بأسره، وخاصة في أمريكا التي بلغ فيها عدد المصابين 5.5 مليون شخص والوفيات الى 176 الف، وتزايد الانتشار لدى الاحتلال ليتجاوز 100 الف حالة.
كل ذلك خلق بيئة وواقعاً اقتصاديا غير متزنٍ في الكثير من الدول التي كانت تقف على أصلب أسس الاستقرار المالي.
إن هذه الحالة الوبائية وجهت حركة الأموال والاستثمار الى الدول التي باتت تسيطر على الحالة الصحية وتمكنت من الانعكاسات السلبية مثل الصين والدول التي شكلت كيان متعاضد في مواجهة الازمة مثل أوروبا.”
وعن الأسئلة المطروحة أجاب د.حمد:
لماذا ارتفع الذهب؟
إن الاقبال على شراء الذهب هو مؤشر واضح على عدم الاستقرار الاقتصادي واللجوء الى الملاذ الاستثماري الآمن.
ومع استمرار الازمة الاقتصادية وتجاوزها للتوقعات، اندفع الكثيرون مهرولين نحو شراء الذهب، مُتخلين عن العملات أو الشروع في استثمارات جديدة.
وهو الأمر الذي دفع الذهب للقفز أعلى من 2000 دولار بعد أن كان ضمن مستوى سعريٍّ 1180$ قبل عامين.
إن سعر الذهب مثل ميزان الحرارة الذي يقيس مصابي الكورونا، كلما ارتفع كلما اشر على عمق الاصابة بالفايروس.
ما هو مصير الدولار؟
إن الدولار الآن وللمرة الاولى يتحول الى الرقم الثالث بخيارات المستثمرين بعد ان كان الاول دائما ولعدة عقود.
الكثير من المستثمرين باتوا يتخوفون من قوة اليورو الذي ارتفع بنسبة 7% خلال عام وذلك نتيجة لتعاضد الاتحاد الاوروبي في مواجهة الازمة.
أما عن السبب الاخر في عدم الثقة بالدولار فيعود إلى التوتر الدائم في العلاقة مع الصين وهو ما يؤثر على الدولار خلال لحظات.
إن سعر الذهب هو نتيجة وليس سبب؛ حيث هروب المستثمرين لشراء الذهب يعني الخوف من الدولار وعدم استقراره.
إلى جانب بعض المؤشرات الهامة والتي تؤثر على سعر الدولار؛ حيث أشار إليها الدكتور شادي إليها كما يلي:
-
-
بلوغ معدلات طلبات البطالة في الاسبوع الاخير الى ما يزيد عن مليون طلب وبعدد اجمالي وصل الى 15 مليون .
بمعنى آخر فإنه لا يوجد سيطرة اقتصادية حتى هذه اللحظة وإن أية هزة في العلاقات الامريكية الصينية ستكون عنوان وسبب انخفاض سعر صرف الدولار والارتفاع المباشر للذهب.
إن مؤشر الدولار انخفض مقابل سلة من العملات المنافسة، قليلا إلى 92.663. ويتجه المؤشر صوب تاسع انخفاض أسبوعي على التوالي.
بينما عوضت العملة الصينية جميع خسائرها منذ أن خضعت مدينة ووهان الصينية – حيث تفشى فيروس كورونا أولا- لإجراءات عزل عام ؛ إذ يراهن المستثمرون على التعافي القوي لاقتصاد البلاد.
أما عن الليرة التركية فقد ارتفعت بقوة مقابل الدولار الأمريكي، وسجل الدولار الأمريكي مستوى 7.2238 ليرة تركية.
ما مصير الشيكل؟
استمر الشيكل في الارتفاع في الفترة الاخيرة وذلك نتيجة زيادة الانفاق الحكومي بنسبة 25% ودعم البنك المركزي للاقتصاد بضخ الاموال وتوفير السيولة خاصة مع انخفاض الشراء والاستيراد وتراجع الاستهلاك بنسبة وصلت الى 41% في الربع الاخير.
إضافة إلى سعي دولة الاحتلال المستمر لمجابهة الارتفاع الكبير في معدلات البطالة حيث بلغت 27% في شهر 3 و 4، لتنخفض قليلا وتصل إلى 21.6%.
إن انكماش الاقتصاد في دولة الاحتلال بنسبة 28% دفع الدولة للحفاظ على سعر صرف قوي للشيكل.
بحيث اقتضى ان تساهم الدولة بشراء سندات بعشرات المليارات من الشيكلات مما يعني سحب الشيكل من السوق وتقليل الكمية المعروضة من اجل زيادة الطلب على العملة مما يسبب في رفع قيمته.
وفي نفس اللحظة ضخت مليارات الدولارات في السوق ليتمكن التجار والمستوردين الحصول على الدولار بسهولة وبكميات كبيرة وبالتالي يبقى سعر الصرف تحت السيطرة ولا يرتفع الدولار مقابل الشيكل.
إلى متى سيستمر الشيكل بهذه القوة؟
وفي نهاية المقالة التي حملت عنوان “خبير يوضح مصير الدولار والشيكل والذهب” أجاب الدكتور شادي عن السؤال الأخير قائلا:
أظن أن ذلك مرهون باستمرار الازمة الاقتصادية وانتشار الفايروس في امريكا ولدى الاحتلال.
فالسوق الامريكي هو سوق التصدير الاول لدى المحتل وهو المصدر الاساسي للاستثمارات المتبادلة.
بمعنى اخر تراجع الاقتصاد لدى أي منهم يعني خسارة متماثلة لدى الطرفين.
فلا يعني سقوط الدولار تحسن الشيكل كما يظن البعض وما ينطبق على اليورو والعملات الاخرى لا ينطبق على الدولار والشيكل بالمدى البعيد.
الدكتور شادي حمد حاصل على شهادة الدكتوراه في المالية من ماليزيا
يعمل في مجال الاستشارات المالية والتدقيق الداخلي منذ اكثر من 15 عام.
معتمد دوليا في مجال التدريب في المجالات المالية والضريبية.
خبرة 21 عام في التدريب المحاسبي والمالي والرقابي.
حاصل على عدة شهادات مهنية وعضو مجلس ادارة في المجمع الدولي للمحاسبين العرب.
محاضر غير متفرغ في جامعة بيرزيت.
عمل سابقا في شركة PWC Director كخبير في المجال الضريبي.
خبير في المجال الاحصائي وباحث تمكن من النشر في عدة مجلات دولية.
مستشار مالي لعدة شركات محلية ودولية.
تجربة مميزة في اعداد دراسات الجدوى والمشاريع الاقتصادية.