خرج رئيس الفيدرالي الأمريكي مساء الأربعاء، فيما قد فُسِرَ حتى اللحظة من قبل المحللين العالميين، بأنه يقترب من نهاية سلسلة لرفع الفوائد هي الأسرع، وذلك في ظل تزايد الاهتمام بالائتمان والمخاطر الاقتصادية الأخرى، وفيما يلي سنعرض هذا الرأي حول خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي .
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإن هذه المقالة تهدف إلى عرض الرأي الخاص الذي يفسر حديث رئيس الفيدرالي الأمريكي كما جاء على صفحات رويترز، والذي سيساعد في الإحاطة بكل الآراء، وليس الاقتصار على رأي دون غيره.
أما ما صدر في مساء أمس عبر كواليس المال (اضغط هنا لمطالعته)، فإنه ترجمة لحظية للاجتماع، ورأي خاص بالكواليس، والذي يمثل الرأي المضاد لما ستقرؤونه أدناه.
التفاصيل: رأي آخر يفسر خطاب رئيس الفيدرالي الأمريكي !
قال جيروم باول:
“إننا نتوقع رفعا إضافيا للفائدة، وستكون هناك الحاجة للمزيد من الزيادات”.
وهو ما دفع إلى تقديم تحليل مغاير لما صدر عن الكواليس في الأمس، وأن الفيدرالي لم يشر أبدا إلى التوقف عن رفع الفوائد.
حيث رأى التحليل بأن باول يخفي داخل هذا التصريح الصريح اهتمامات أخرى، تتعلق بالاقتصاد والوضع المصرفي.
ورأى المحللون في رويترز أن لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية قد تقدم على رفع الفائدة مرة أخرى في اجتماع يونيو.
بينما اعتمد المحللون على الجزء الآخر من حديث باول، وقالوا:
“أن باول قد لا يقوم بذلك في حال لم يكن هناك ما يبرر اللجوء إلى هذه الزيادة”.
حيث تم الاعتماد في تقديم هذا الاستنتاج، على ما قاله باول:
“إن السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان هناك ما يبرر زيادات أخرى في اقتصاد لا يزال يواجه تضخمًا مرتفعًا ، ولكن تظهر أيضًا علامات تباطؤ ومخاطر حدوث حملة ائتمانية صارمة من قبل البنوك تلوح في الأفق”.
كما قال:
“نحن أقرب أو ربما هناك، في المنطقة المرتفعة من الفوائد، والتي ستكون بحاجة لوقت حتى تبدأ بالتأثير الكامل”.
وهذا يعني أن المحللين رأوا أن الفوائد قد تتوقف عند هذه المستويات أو أعلى قليلا في الاجتماع القادم، على أن تتوقف هناك.
حيث إن هذه اللهجة تشبه ما حدث عام 2006، حينما بدأ الفيدرالي من تخفيف اسعار الفوائد.
وبذلك؛
فإن التحليل الذي صدر حتى الآن، ركز على نقطة المخاوف المصرفية وتراجع الاقتصاد الأمريكي.
وهو ما دفع المحللين إلى الحديث عن احتمالية كبيرة للوصول إلى نهاية اسعار الفائدة بشكل قريب جدا.
وبغض النظر عن التضخم الذي تكرر أكثر من خمس مرات في حديث باول، فإن التحليلات الآن باتت ترى بأن الفوائد المرتفعة الآن، وتراجع المعنويات الاقتصادية، ستدفعان إلى انخفاض محتوم للتضخم خلال الشهور القادمة، وهو ما سيدفع الفيدرالي للتوقف عن رفع الفوائد.
بينما تغاضى المحللون عن كلمة مهمة لرئيس الفيدرالي حينما قال:
“إن خطوة تخفيض اسعار الفائدة هذا العام، تعد خطوة غير مرجحة الآن”.
بينما أكد باول للصحفيين، أثناء سؤالهم عن هذه النقطة بالتحديد، وقال:
“نحن في اللجنة لدينا وجهة نظر مفادها أن التضخم سوف ينخفض ليس بهذه السرعة ، وسوف يستغرق بعض الوقت”
ليؤكد على أنه وحتى إذا كانت كل البيانات تسير جيدا، فإنه لن يكون من المناسب خفض معدلات الفوائد هذا العام.
كل هذه التوقعات، دفعت إلى تشتت الأفكار لدى السوق، ما بين من يرى أن هناك فوائد قادمة، وبين من يرى أن الفوائد تقترب من النهاية.
ولكن وبغض النظر عن هذا الرأي وذلك، فإنه لابد من الاعتراف بأن التضخم سينخفض لا محالة خلال الفترات القادمة، وذلك نظرا لأمرين:
الأمر الأول يتعلق بالفوائد المرتفعة الحالية، التي تتجاوز المعدل المحايد بنسبة 1% (للتفاصيل اضغط هنا)
بينما يتعلق الآمر الآخر بالظروف الائتمانية التي تسير نحو التضييق، وبالتالي الضغط على الانفاق والاستهلاك.
ولكن السؤال الأكبر الآن، يدور حول أمر مهم جدا:
التضخم، سينخفض حتما، ولكن: كيف سيكون مسار انخفاض التضخم خلال الشهور القادمة؟
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية