تتوالى التصريحات والتعليقات الرسمية على التهديد الذي أطلقه ترامب في فصل الاقتصاد الأمريكي عن الصيني بشكل تام، وقد وصف الكثيرون هذا التهديد بأنه خطر كبير يحيق بأمريكا بسبب ترامب .
وآخر هذه التصريحات جاءت على لسان روبرت دالي من معهد كيسنجر التابع لمركز ويلسون أثناء مقابلته مع قناة CNBC.
حيث عقب على هذا التهديد الخطير قائلا:
“إن تكلفة فصل الاقتصادين ستكون باهظة، ولكن هذا لا يعني أن الصين ستعمل على فصل اقتصادها عن العالم “.
وأضاف قائلا:
إن دول العالم تعمل فعليا على تطوير أنظمة مالية منفصلة مثل أنظمة المدفوعات المالية ومدفوعات التجارة، إلا أن فصل الصين أنظمتها عن العالم سيكون له عواقب وخيمة.
كما أكد دالي على موقف الصين من الفصل مشيرا:
“الصين ستعمل على تطوير أنظمة تكنولوجية مختلفة وبسهولة شديدة نظرا لإمكانياتها اللوجستية والمادية”.
وهذا وإن حدث سيكبد الصين نفسها والعالم بأسره بما فيه أمريكا تكلفة عالية، ولكن الصين لن تتراجع عن هذا الفصل إن حدث فعلا على حد قول دالي.
وعلى الرغم من أن هذا التهديد قد يبدو دعائيا من وجهة نظر انتخابية، إلا أنه تهديد ذو عواقب وخيمة.
وأكد دالي على التهديد بأنه خطر يحيق بأمريكا بسبب ترامب وذلك من خلال قوله:
“هناك أشخاص معينون في البيت الأبيض يرغبون في الانفصال من الناحية التكنولوجية عن الصين ويريدون عدم تزويدها بأي رقائق يمكن أن تساعد في بناء القوة الشاملة للصين، إلا أنه لابد لهم من التفكير مليا، لما لهذا الأمر خطورة كبيرة في ما يلي:
أولا. إمكانية إفلاس شركة كوالكوم الأمريكية:
وذلك لما لها من علاقة وثيقة ماليا وتكنولوجيا مع الصين وذات مردود مالي جيد لأمريكا.
ثانيا. زيادة الضرر بالمزارعين الأمريكيين:
حيث تضرر قطاع المزارعين وهو القطاع الأهم في الاقتصاد الأمريكي جراء الحرب التجارية، الأمر الذي دفع الحكومة لدعمهم بمليارات الدولارات.
كما فسر دالي تهديد ترامب بفصل الاقتصادين عن بعضهما البعض بما يلي:
“أعتقد أن هذا التهديد يحمل وسيلة من قبل ترامب لإقناع الناخبين الأمريكيين أنه يبحث عن مصلحتهم وأنه أكثر صرامة مع الصين مقارنة بموقف بايدن.”.
يُذكر أن ترامب أشار وفقا لرويترز لبرنامج بايدن الانتخابي على أنه برنامج أعمال صُنع في الصين، في الوقت الذي يحمل فيه ترامب برنامجه الخاص المصنوع لمصلحة أمريكا.
وقد اتهم ترامب بايدن مرات كثيرة بأنه ذو مصلحة مع الصين واقتصادها وخاصة في المجالات التكنولوجية والرعاية الصحية.
وهو الأمر الذي سيضر أمريكا على حد قول ترامب وسيسبب تراجعا لمركز أمريكا وموقفها من الصين على المدى القريب.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية