تعتبر البنوك المركزية الذراع النقدي للدولة، وأحد أهم ركائز استقرارها الاقتصادي، على أصعدة شتى، وعلى الرغم من أهمية هذه المؤسسة، إلا أن هناك دول بدون بنوك مركزية ، وفيما يلي سنشير إليها، بعد التعريف بهذه المؤسسات وتقديم بعض المعلومات الغريبة عنها.
يعود تاريخ البنوك المركزية بشكلها الرسمي إلى القرن السابع عشر، وتحديدا في بنك أمستردام الهولندي والذي تأسس عام 1609، والذي يعتبر بمثابة مقدمة للبنوك المركزية الحديثة.
إلا أن النموذج الرسمي والذي قامت عليه البنوك المركزية لاحقا، فيعود إلى بريطانيا، وتحديدا بنك انجلترا، عام 1694.
حيث تأسس بنك انجلترا بناء على الوضع النقدي السيء الذي كانت تعيشه بريطانيا آنذاك في ظل حربها مع فرنسا.
فأصبح بنك انجلترا هو الجهة الرسمية المعتمدة لإصدار الأوراق النقدية، بما يتماشى مع الوضع الاقتصادي وحاجة الحكومة للمال.
ولكن وظائف هذا البنك الانجليزي لم تكن بحجم وظائف البنوك المركزية اليوم، حيث لم يكن ينظم قيمة سعر صرف العملة الوطنية، ولم يكن ملجأ رئيسيا لتمويل الحكومة.
كما لم يكن بمثابة مقرض البنوك في أوقات أزمات السيولة.
حيث تطورت هذه الوظائف ببطء خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وقد استمر هذا البنك الرائد بصفته مؤسسة خاصة، حتى تكفلت الحكومة البريطانية بإدراته، وتحديدا بعد أزمة العملة عام 1797م، لطمأنة الموعدين على أموالهم.
وتعاقبت الدول على انشاء البنوك المركزية، وتحديدا في أوروبا، وكانت على النحو التالي:
-
انشأ نابليون بنك فرنسا عام 1800.
-
بنك فنلندا تم تأسيسه عام 1812.
-
تأسس بنك استراليا المركزي عام 1920.
-
وفي البيرو تأسس البنك المركزي عام 1922.
-
كولومبيا عام 1923.
-
المكسيك وتشيلي عام 1925.
-
وكندا والهند ونيوزيلندا 1934.
-
البنك المركزي البرازيلي عام 1945.
-
بنك الشعب الصيني تأسس عام 1948م.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تأسس أول بنك لها بعد استقلالها وتحديدا في القرن التاسع عشر، وارتفعت الأصوات المطالبة بانشاء بنك مركزي لتنظيم أمورهم المالية وتحديدا لتمويل حرب عام 1812.
واستمرت محاولة انشاء بنك مركزي في الولايات المتحدة، إلى أن تأسست في عام 1913، وهو الاحتياطي الفيدرالي الامريكي.
إلا أن الفيدرالي الأمريكي وعلى عكس البنوك المركزية الحكومية، فإنه يتكون من 12 بنكا مملوكين جميعا للقطاع الخاص.
وبذلك فإن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يعبر عن النظام المركزي واللامركزي في آن واحد.
وسبب هذه الصفة، هو الحفاظ على ملكية البنوك ضمن القطاع الخص، لمنع الحكومة من اتخاذ قرارات بشأ، الاقتصاد لمجرد تحقيق مصالح سياسية.
وعلى الرغم من هذه الأدوار وغيرها من الأدوار الأخرى التي تمارسها للبنوك المركزية تجاه الاقتصاد، إلا أن هناك بعض الدول التي لا تمتلك بنوكا مركزية حتى وقتنا الحالي.
دول بدون بنوك مركزية حتى عام 2021:
بحسب بيانات worldpopulationreview فإن الدول الآتية لا تمتلك بنوكا مركزية، وذلك تبعا لحجمها ونظامها المالي البسيط وعدد سكانها الضئيل:
-
أندورا : عدد سكانها: 77,355 نسمة.
-
جزيرة ماين: عدد سكانها: 85,410 نسمة.
-
كيريباتي : عدد سكانها: 121,392 نسمة.
-
جزر مارشال : عدد سكانها: 59,610 نسمة.
-
ميكرونيزيا : عدد سكانها: 116,254 نسمة.
-
موناكو : عدد سكانها: 39,511 نسمة.
-
ناور: عدد سكانها: 10,876 نسمة.
-
بالاو: عدد سكانها: 18,169 نسمة.
-
توفالو: عدد سكانها: 11,931 نسمة.
للتعرف على بعض هذه الدول وناتجها المحلي الاجمالي، اضغط هنا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية