رويترز: خرج رئيس الفيدرالي الأمريكي بتصريحات أكثر جرأة عما كان قد أدلى به سابقا وتحديدا حينما قام بأول عملية رفع للفوائد هذا العام، ليرجح أن يتم رفع الفوائد بأعلى وأسرع وتيرة مما كان متوقعا.
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإنه وفي النتيجة؛
يجب الاطلاع على خلاصة ما حدث في تصريح باول أدناه، للتوصل في نهاية المطاف إلى تفسير سبب ضرورة انتظار تاريخين مهمين جدا قادمين.
وهما تاريخا العاشر والرابع عشر من الشهر الجاري، اللذان سيحملان قراءة مهمة جدا أحدها للبطالة والآخر للتضخم.
كما يجب العلم أنه واليوم يستكمل جيروم باول حديثه، ولكن الأهم يبدو أنه قد قام بالبوح به في اجتماع الثلاثاء.
التفاصيل: باول بصريح العبارة : رفع الفوائد بأعلى وأسرع ! وحدثان مهما قادمان
رأى باول أن الفيدرالي سيكون مستعدا للتحرك في خطوات أكبر إذا جاءت البيانات القادمة أكثر قوة، بهدف السيطرة على التضخم العنيد.
كما قال باول في شهادته نصف السنوية أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ:
“جاءت البيانات الاقتصادية الأخيرة أقوى من المتوقع ، مما يشير إلى أن المستوى النهائي لأسعار الفائدة من المرجح أن يكون أعلى مما كان متوقعًا في السابق”.
بينما أكد باول وبشكل صريح على ان الفيدرالي ما زال بحاجة لبذل المزيد من الجهد لتخفيف التضخم.
كما ورجح أن تتم رفع الفوائد المرة القادمة بنسبة أعلى مما كان متوقعا، أي أعلى من ربع نقطة مئوية.
حيث قال:
“إذا كانت مجمل البيانات تشير إلى أن هناك ما يبرر تشديد أسرع ، فسنكون مستعدين لزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة”.
وقد جاءت هذه التصريحات بشكل جريء جدا، وهي المرة الأولى منذ أن قفز التضخم لمستويات غير متوقعة في الشهر الأول من هذا العام.
ليؤكد على ان انخفاض التضخم ما زال يسير في مسار غير منتظم.
بينما رد باول على مجموعة واسعة من الاسئلة والانتقادات حول ما إذا كان الفيدرالي قادرا على تشخيصي واستيعاب ما يحدث مع التضخم، وأنه قادر على التعامل مع التضخم بشكل عقلاني، دون الحاق الضرر بالاقتصاد الأمريكي.
كما وركز الديموقراطيين على الدور الذي تلعبه ارباح الشركات في تغذية التضخم المستمر.
حيث اتهمت السناتور إليزابيث وارين من ولاية ماساتشوستس بأن الفيدرالي كان “يراهن على حياة الناس” من خلال رفع أسعار الفائدة.
لتربط وارين بين ما يقوم به الفيدرالي ورهانه على رفع معدل البطالة بأكثر من نقطة مئوية وكيف سيؤثر ذلك على إحداث ركود.
وذلك حينما قالت وارين:
“إنك تدعي أن هناك حلًا واحدًا فقط: تسريح ملايين العمال”.
حيث رد باول عليها قائلا:
“ماذا ستفعلين في حال عاد التضخم إلى الارتفاع بشكل لا يطيقه الجميع؟”.
كما قال السيناتور شيرود براون الديمقراطي من ولاية أوهايو:
“إن رفع اسعار الفوائد لن يمنع الشركات من استغلال هذه الازمات لرفع الاسعار”. (طالع مقالة عن هذا الموضوع اضغط هنا)
كما شدد السيناتور جون كينيدي على ضرورة أن تتم مهاجمة التضخم من خلال السياسة النقدية والمالية معا، وعدم التركيز على النقدي فقط.
وبذلك فإن كل ما جرى في الامس أثناء التصريح، يضع الدولار الامريكي واسواق الأسهم أمام اختبار البيان القادم بشكل كبير.
حيث سنكون في موعد مع بيانين اقتصاديين مهمين هما:
-
تقرير الوظائف لشهر فبراير في العاشر من الشهر الجاري .
-
تقرير التضخم بتاريخ الرابع عشر من الشهر الجاري.
قبل أن يبدأ الفيدرالي اجتماعه الذي سيعقد بتاريخ 21-22/3/2023 لاتخاذ قرار الفوائد على الدولار.
الذي ييبدو أنها ستصل إلى 5-5.25% (ارتفاع بمقدار نصف نقطة عما هي عليه الآن) وفقا لأداة FED WATCH.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية