سعر صرف الدولار الامريكي يرتفع لأعلى مستوياته في عامين بصفته ملاذا آمنا

تؤدي المخاوف بشأن مخاطر حدوث ركود عالمي إلى اندفاعات نحو الين الياباني والدولار الأمريكي كملاذ آمن اليوم الجمعة، مما رفع من سعر صرف الدولار الامريكي في السوق الفلسطيني لأعلى مستوياته في عامين.

حيث ارتفع الين إلى 135.105 مقابل الدولار ، مبتعدًا عن أدنى مستوى في منتصف الأسبوع عند 137.00، والذي كان أضعف مستوى له منذ 24 عامًا.

كما ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل ستة نظرائهم بما في ذلك الين واليورو والجنيه الاسترليني إلى 104.85.

فيما هبط عملات أخرى بسبب ارتفاع مخاوف الركود بشكل اكبر في القارة الأوروبية.

حيث انخفض اليورو بنسبة 0.31٪ إلى 1.0449 دولار وخسر الجنيه الإسترليني 0.53٪ إلى 1.21145 دولار.

كما انخفض الدولار الاسترالي بنسبة 1.12٪ إلى 0.6826 دولار ، ولمس 0.6822 دولار ، وهو مستوى لم يشهده منذ يونيو 2020.

وتراجع الدولار النيوزيلندي 1.15 بالمئة إلى 0.6175 دولار للمرة الأولى منذ مايو 2020.

ويعود ارتفاع الدولار مقابل الشيكل إلى العلاقة النمطية التقليدية التي تشير إلى ارتفاع الدولار في اووقات انخفاض اسواق المال الأمريكية.

حيث تراجعت الأسهم الأمريكية، مما دفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لتسجيل أسوأ ستة أشهر له منذ عام 1970 ، بفعل مخاوف من أن البنوك المركزية مصممة على كبح التضخم سيعوق النمو الاقتصادي العالمي.

فيما زادت بيانات انفاق المستهلك الأمريكي التي جاءت أضعف من المتوقع من معاناة الاسواق الأمريكية.

ويؤدي الدولار الآن عملية توازن معقدة وغير مفهومة ، حيث يرتفع وسط مخاطر حدوث انكماش عالمي ولكنه ينخفض ​​على خلفية علامات الركود في الولايات المتحدة.

وقد كتب المحللون الاستراتيجيون في RBC Capital Markets للعملاء وفقا لوكالة رويترز:

“الدولار الأمريكي اليوم يستفيد من فكرة أن انزلاق الولايات المتتحدة إلى الركود سيقود العالم كله معها نحو الركود”.

كما كتبوا أيضا:

“إن الدولار وعملات الملاذ الأخرى مثل الين والفرنك السويسري ستستفيد على حساب عملات السلع والجنيه الاسترليني خلال فترة الانكماش العالمي”.

وحتى الآن فقد قام الفيدرالي برفع اسعار الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس منذ آذار الماضي.

بينما وفي غضون ذلك فإن المركزي الاوروبي يتوقع أن يقوم برفع الفائدة للمرة الأولى منذ عشرة سنوات.

ويجتمع الاسبوع القادم المركزي الاسرائيلي كأقرب موعد للبنوك المركزي لأحد العملات الرئيسية في السوق الفلسطيني.

ويتوقع أن يقوم برفع اسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، لتصل الفائدة 1.25% على الشيكل، وهو ما لن ينعكس بشكل كبير على الشيكل الذي سيكون عائده (ممثلا بالفائدة) أقل من العائد (الفوائد الفيدرالية) على الدولار.

أي أن رفع الفائدة على الشيكل قد تعمل على ابطاء قوة سعر صرف الدولار الامريكي وذلك لبضعة أيام حتى يتم استيعاب ما جاء في محضر المركزي الاسرائيلي.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية