حينما نتحدث عن شركة بحجم شركة أبل فإننا نتحدث عن أكبر الشركات التكنولوجية، الذي يحقق مئات المليارات من الدولارات كمبيعات سنوية، ولكن العجيب في الأمر هو شركة أبل وعمليات الاستحواذ وفلسفتها الخاصة التي أدت إلى الاستحواذ على مئة شركة دون اللجوء إلى التعامل مع البنوك، وإليكم القصة وفقا لما ذكره Kif Leswing الصحفي في CNBC.
لقد قال الرئيس التنفيذي لشركة ابل “تيم كوك” متفاخرا:
“قمنا بالاستحواذ على 100 شركة تقريبا في السنوات الست الماضية، وهو ما يعني شراء شركة كل ثلاثة إلى أربع أسابيع.”
وعلى الرغم من هذ الحجم، إلا أن الشراء لم يكن بذلك القدر من الأموال الباهظة، باستثناء بعض الصفقات المميزة.
مثل عملية الاستحواذ على شركة Beats Music المصنعة لسماعات الرأس في عام 2014 بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي.
أما إذا سألت نفسك لماذا تقوم شركة أبل بالاستحواذ على هذا القدر من الشركات، فهذا يدفعنا للحديث عن استراتيجية الشركة.
حيث تمتلك أبل استراتيجية التركيز على الموظفين، وليس على الكيانات.
وهذا يعني التركيز على شراء الشركة لأجل ما تمتلكه من موظفين موهوبين وفنيين مميزين وليس لما تحققه من أرباح.
وعلى الرغم من أن شركات التكنولوجيا تتسم بحبها لعمليات الاستحواذ، إلا أن أبل تمتلك ما يميزها في هذا المجال.
حيث قال نيكلاس نيلسون، المحلل في GlobalData، وهي شركة تتعقب معاملات الاندماج والاستحواذ:
“لقد رأينا شركات عملاقة مثل جوجل وفيس بوك وأمازون تتجه إلى إجراء صفقات استحواذ بمليارات الدولارات ولكنها كانت صفقات مع شركات ضخمة”.
وأضاف:
“ولكننا دائما ما نلاحظ بأن شركة أبل تتجه نحو الشركات الصغيرة في الغالب من الأمر”.
بينما قال كوك في مقابلة مع CNBC في عام 2019:
“إن نهج الشركة هو تحديد المواضيع التي ستمثل تحديات للشركة في المستقبل، ثم شراء الشركات التي تتعامل مع هذه المعطيات بأفضل طريقة من خلال موظفيها”.
ويمكننا ملاحظة هذا النمط في شراء أبل واستحواذها على AuthenTec عام 2012، مما أدى إلى ماسح بصمة الإصبع الخاص بـ iPhone.
وكثيرة هذه الأمثلة على الشركات التي تم الاستحواذ عليها وما قدمته لشركة أبل من فوائد، وأبرز هذه الصفقات:
-
شراء تطبيق iPhone للمستخدمين المحترفين يسمى Workflow ، وهو أساس تطبيق Shortcuts.
-
ثم شراء Texture عام 2018 التي عادت إلى الظهور باسم Apple News +.
-
حتى Siri ، مساعدها الصوتي، كان نتيجة الاستحواذ عام 2010.
كما يلاحظ استمرار الشركة في انتقاء العديد من الشركات في كل من:
-
الواقع المعزز والافتراضي.
-
الذكاء الاصطناعي.
-
الخرائط، والصحة.
-
أشباه الموصلات، مما ينذر بالمنتجات أو الميزات المستقبلية.
كما أن شركة أبل لا تهتم أبدا بالإيرادات التي تحققها الشركات الصغيرة التي تستحوذ عليها، فكما أشرنا هي تهتم بطواقم الشركات ومدى الاستفادة منها.
ما الذي يستفيد منه موظفوا الشركات الناشئة بعد عمليات الاستحواذ؟
أما عن الموظفين الذين ينتقلون إلى شركة أبل بمجرد الاستحواذ على شركاتهم، فإن وادي السليكون يطلق عليهم “المساهمون الفرديون”.
وهم الذين يحصلون على امتيازات جديدة في أبل قد تصل إلى 3 ملايين دولار للمهندس الواحد تبعا لحالة الشركة المستحوذ عليها.
كما يتم دمج الموظفين الجدد في المجموعة الفنية المعنية بهم، ثم منحهم أول جزء كبير من أسهم Apple، وإتاحة الفرصة لهم للبقاء مع الشركة لسنوات ، مما يشير إلى تكامل فعال.
أبل لا تحب البنوك في عمليات الاستحواذ التي تقوم بها، لماذا؟
أما عن عدم إشراك شركة أبل البنوك في عمليات الاستحواذ، فيعود ايضا إلى طريقتها في الاستحواذ.
حيث تبدأ عملية الاستحواذ الخاصة بشركة Apple بدعوتها للشركات الأخرى لإظهار التكنولوجيا التي قد ترغب Apple في الشراكة معها أو الترخيص لها، والتي قد تنتهي بعمليات استحواذ فعلية.
حيث يتم وبعد أن يبدي أحد المدراء في أبل أو مجموعة منهم إعجابه بشركة ما، يتم رفع ملف الشركة الناشئة إلى فريق الاندماج والاستحواذ، والذي يقوم بإنهاء العملية بسرعة وحرفية.
ولطالما تغنت الشركة بأن فريق الدمج والاستحواذ الخاص بها، لا يحتاج إلى مصرفيين أبدا؛
حيث أن الفريق يقوم ببذل العناية الواجبة، وإجراء المقابلات مع أعضاء الشركات الأخرى، والعمل على إنهاء الصفقات بشكل يرضي جميع الأطراف دون زيادة التكاليف أو الدخول في التعقيدات الإدارية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية