علي بابا وجائحة كورونا:
انتشرت خلال هذه الأزمة أخبارٌ مختلفة عن العديد من الشركات، إلّا أن هناك شركة ضخمة لم نسمع الكثير عنها في خِضَم الاخبار التي تهطل علينا من هنا وهناك، فما هو موقف شركة التجارة الالكترونية الصينية “علي بابا” في ظل جائحة كورونا؟
كان من المفترض أن تتلقى الشركة ضربات مالية كبيرة على صعيد التجارة بعد إغلاق حدود الصين التجارية وتوقف الطلبات على البضائع من مختلف الدول إثر تخوفهم من العدوى، بل افتراض تلقي شركاتها المالية المصرفية لضربات أكبر على خلفية الخوف من تعثر القروض، إلّا أن الشركة الالكترونية تمتعت من البداية ببراغماتية عالية جدا في التعامل مع الموقف، حيث أنها أعلنت منذ فترة قصيرة عن بيعها 80 مليون قناع طبي فقط في أول يومين من أيام المرض للشعب الصيني بأسعار معقولة.
واللافت بالأمر أن الشركة الصينية أثناء سعيها نحو الحد من نزيف أرباحها من خلال ابتكار طرق جديدة في عملها لم تغفل عن تفعيل المسؤولية الاجتماعية لديها، فاتجهت نحو مساعدة الحكومة الصينية، وقدمت 100 مليون يوان صيني للابحاث للعثور على لقاح للفيروس، و 40 مليون يوان لتطوير منظمتين حكوميتيين بحثيتين بل قامت بشراء السلع بأسعار اعتيادية وقدمتها بأسعار مخفضة للشعب الصيني دعما لصمودهم، بل أعلنت عن تقديمها للقروض من خلال وحدتها ماي بانك الصيني بقيمة 2.86 مليار دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة في إقليمي ووهان وهوبي، ثم امتدت مساعداتها لتصل إلى خارج الصين وآخرهم كانت السلطة الفلسطينية حينما تلقت مساعدات طبية منتصف إبريل الجاري.
والناظر اليوم لوضع الشركة يجد بأنها استفادت ماليا للدرجة التي رفعت فيها بلومبيرغ سعر سهم الشركة المتوقع من 248 دولار إلى 255 دولار، بعد التحسن الذي طال القطاع التكنولوجي في الصين شهر آذار الماضي، وهذا ما يُشير بأن الشركة تعاملت مع الموقف بعقلية مختلفة ليس للحد من خسائرها بل لزيادة شعبيتها وخلق ولاء بينها وبين المستهلك بل والمواطن بمختلف جنسياته.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية