زخر الأمس ببيانات اقتصادية عالية الوتيرة على مختلف الأصعدة التي يمكن أن تؤثر على مسار العملات في الأسواق الفلسطينية، وقد كان من أهم هذه البيانات معدلات التضخم لدى الكيان، وهو ما قد يؤثر على أسعار صرف الشيكل مقابل العملات الأخرى.
حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك CPI بنسبة 0.6% الشهر الماضي، ليرتفع بذلك معدل التضخم السنوي إلى 4.1%.
لتعتبر هذه الزيادة في معدل التضخم السنوي الأعلى لدى الكيان منذ أكثر من عقد من الزمان.
كما ارتفعت اسعار المساكن لدى الكيان أيضا بنسبة 15.4%، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي.
وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر اسعار المستهلكين الشهري في اسرائيل إلا أنه جاء دون التوقعات التي كانت تشير إلى 0.7-0.8%.
كما جاءت أدنى من توقعات بنك جولدمان ساكس الذي كان قد أشار إلى ارتفاع هذا المؤشر بنسبة أعلى من 1%.
ولكن وفي النتيجة، فإن البيانات السابقة ستقوم بتحديد مسار اسعار صرف الشيكل مقابل العملات الأخرى، وذلك وفقا لسيناريوهات ثلاثة.
وقبل الدخول في تفاصيل هذه السيناريوهات، فإن نتائجها تسير لصالح الدولار في الفترات القريبة القادمة وفق درجات تأثير (محدود، متوسط، داعم)، وتحديدا بعد نتائج اجتماع الفيدرالي في الأمس.
السيناريو الأول. التخوف من ارتفاع التضخم (تأثير متوسط: ابطاء ارتفاع الدولار الأمريكي)
من المتوقع، بل ومن المرجح بدرجة كبيرة، أن يقوم المركزي الاسرائيلي برفع الفائدة بداية الشهر القادمة، بمعدلات قياسية.
حيث كان المركزي الاسرائيلي قد رفع الفائدة بمقدار 40 نقطة أساس خلال ثاني عملية رفع للفائدة على الشيكل السنة الحالية.
وهو الأمر المرجح تكراره بسبب ارتفاع معدلات أسعار سلع مختلفة، مثل المساكن والفواكه والملابس والمواد الغذائية والترفيه في اسرائيل.
وهذا السيناريو سيزيد من الفائدة على الشيكل، ليتم إبطاء الارتفاعات في أسعار صرف الدولار الأمريكي.
ليعود الدولار إلى الارتفاع في اجتماع الفيدرالي القادم بتاريخ 26/7/2022 الذي قد يحمل ارتفاعات قياسية أخرى بين 50 نقطة و 75 نقطة.
السيناريو الثاني. حماية الاقتصاد الاسرائيلي من التوجه نحو الركود (تأثير محدود على سعر صرف الدولار)
يقضي هذا السيناريو العمل على رفع الفائدة بمقدار مدروس وبسيط، حتى لا يتم دفع الاقتصاد نحو الركود بسبب ارتفاع معدلات الاقراض، وهو السيناريو الذي تخشاه أكبر الدول وعلى رأسها الاقتصاد الأمريكي، الذي تحدثت العديد من المؤسسات عن توجهه نحو ركود اقتصادي، وإن لم يكن صريحا، بسبب عمليات رفع الفائدة المتتالية.
ويعني هذا السيناريو العمل على رفع اسعار الفائدة على الشيكل بمقدار أبسط، أي بحد اقصاه ربع نقطة مئوية.
وفي هذه الحالة، فإن التأثير على الدولار لن يكون كبيرا، وسيواصل الدولار ارتفاعاته بدعم من اجتماع الفيدرالي نهاية الشهر القادم.
ولكن هذا السيناريو قد يكون ضعيفا بعض الشيء، وذلك أن البيانات الاقتصادية في اسرائيل تشير إلى قوة نسبية.
بمعنى أن المركزي سيتجه نحو رفع الفائدة بمقدار 40 نقطة اساس دون التخوف من التوجه نحو الركود.
ويمكن الإشارة إلى قوة الاقتصاد في اسرائيل بشكل نسبي من خلال التوجه إلى المقالة التالية من خلال الضغط هنا.
السيناريو الثالث. وهو السيناريو المستبعد والمتمثل بعدم تحرك المركزي الاسرائيلي (أقوى السيناريوهات الداعمة لصالح الدولار).
قد يبدو سيناريو ابقاء المركزي الاسرائيلي الفائدة على ما هي عليه مستبعدا، ولكن وجب التنويه إليه لإدراك تأثيره في حالة حدوثه.
حيث أنه وبالاعتماد على هذا السيناريو فإن الدولار الأمريكي سيواصل ارتفاعاته بحدها الأقصى وتحديدا بعد صدور القرار بناء على هذا السيناريو الأخير وترك الفجوة بين الفوائد على الدولار والشيكل كبيرة بمقدار 1% (الفائدة على الدولار 1.75% – الفائدة على الشيكل 0.75%)
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية