بلومبيرغ: يبدو أن صناعة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تعطي بعض علامات الانهيار وتحديدا على صعيد المقرضين المستقلين.
حيث تشهد صناعة الرهن العقاري الأمريكي خروج مقرضيها وتحديدها المستقلين من سوق الرهون العقارية وذلك بعد ارتفاع مفاجئ في معدلات الإقراض هذا العام.
وهو ما يمكن أن يمثل موجة الإخفاقات القادمة الأسوأ منذ انفجار فقاعة الإسكان قبل حوالي 15 عامًا.
إلا أنه وعلى الرغم من هذه الإشارة الخطرة فإنه لا يوجد علامات انهيار شامل هذه المرة، لأنه لم يكن هناك نفس المستوى من الإفراط في الإقراض العقارية.
خاصة بعدما قامت العديد من البنوك الكبرى بالانسحاب من الرهون العقارية بعد الأزمة المالية عام 2008.
وقد قال مراقبو السوق:
“إننا نتوقع سلسلة من حالات الإفلاس بشكل واسع بما يكفي لإحداث طفرة في تسريح العمال في صناعة توظف مئات الآلاف من العمال”.
ويكافح الكثير من المقرضين المستقلين من أجل البقاء في ظل انخفاض احجام الرهون العقارية في ظل ارتفاع حجم الفوائد المستمر.
وقد قالت نانسي والاس ، رئيسة مجموعة العقارات في بيركلي هاس:
“إن رأس المال غير المصرفي ضعيف، وهو ما يدفع إلى تدهور سوق الرهن العقاري بصورة مقلقة”.
وسوف يخرج الكثير مما يسمى بمقرضي الظل من هذا التباطؤ دون أن يصابوا بأذى نسبيًا.
لكن بعض المقرضين قد توقفوا بالفعل عن العمل أو قلصوا حجمهم بشكل كبير، بما في ذلك شركة Sprout Mortgage و First Guaranty Mortgage Corp.
وهاتان الشركتان من أبرز المتخصصين في الإقراض عالي المخاطر وغير المؤهل للحصول على دعم حكومي.
حيث قدمت شركة First Guaranty المملوكة بأغلبية كبيرة لشركة باسيفيك إنفستمنت مانجمنت ، العملاقة ذات الدخل الثابت أوراقها للأفلاس.
وقد قال المسؤولين في الشركة:
“إن الشركة فشلت بعد أن قدمت قروضًا في وقت سابق من هذا العام وانخفضت قيمتها”.
ويذكر أن هذه الشركة كانت تحتفظ بهذه القروض حتى أصبح لديها ما يكفي لتجميعها في سندات وبيعها للمستثمرين ، وكانت تمولها مؤقتًا بخط ائتمان.
وبمجرد أن بدأت أسعار الفائدة في الارتفاع ، تقلص حجم الإقراض في جميع أنحاء الصناعة ، وفقًا لأوراق المحكمة المختصة بهذا المجال.
حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة First Guaranty ، Aaron Samples:
“إن هذا يعني أن الشركة لم تعد قادرة على العثور على قروض جديدة كافية لتجميعها ، أو الحصول على تمويل كافٍ لمواصلة العمل”.
كما أنه ووفقًا لوثائق المحكمة ، فإن الشركات ، بما في ذلك بنك فلاجستار وبنك العملاء ، مدينة بحوالي 418 مليون دولار.
بينما تشير الوثائق إلى أن First Guaranty كانت قد وظيفت 600 شخص قبل إعلان إفلاسها في يونيو.
وأظهرت الوثائق التي اطلعت وكالة بلومبيرغ عليها أن الشركة كانت قد حصلت على قروض بقيمة 10.6 مليار دولار العام الماضي.
إلا أن الشركة قامت قبل أيام من طلب الحماية القضائية بفصل 471 عاملاً لأنها لم تتمكن من الحصول على التمويل الكافي للتغلب على أزمة السيولة.
ووفقا لموقع LendingPatterns. فإن البنوك قلصت حصتها في سوق الرهون العقارية منذ عام 2016 من النصف إلى حوالي الثلث.
كما قام الكثير من المقرضين المستقلين بالتوقف عن العمل أو أنهم قلصوا من حجم أعمالهم بشكل كبير.
خاصة وأنهم غير مؤهلين للحصول على الدعم الحكومي في أوقات الأزمات مثلما يحدث مع البنوك.
أما بنك ولز فارجو وهو أكبر شركة في وول ستريت في مجال الرهون العقارية بالتخطيط لتقليص حصتها في قروض الاسكان بحسب ما أفادت وكالة بلومبيرغ هذا الاسبوع.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية