علاقة ترامب والدولار والذهب والأسهم إذا عاد لكرسي الرئاسة الأميركية!

بعد المناظرة التاريخية الأولى من نوعها الأسبوع الماضي بين الرئيس الحالي جو بايدن والمرشح والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، باتت مسألة الانتخابات الأميركية أمراً أشبه بالمعركة الحقيقية منها للانتخابات بشكلها التقليدي، خاصة وأن ترامب أبدى استعدادا ذهنيا وشخصيا أقوى من بايدن بمراحل، لدرجة دفعت زوجة بايدن إلى تقديم النصيحة لزوجها بالتنحي قبل بدء الانتخابات المزمعة في تاريخ الخامس من نوفمبر من العام الحالي، فماذا لو عاد ترامب؟ وما علاقة ترامب والدولار والذهب والأسهم في حال عاد حقا! (هذه المقالة تعد تحديثا لمقالة سابقة يمكنك الاطلاع عليها من خلال الضغط هنا)

علاقة ترامب والدولار والذهب والأسهم إذا عاد لكرسي الرئاسة الأميركية!

الجزئية الأولى. ترامب والدولار!

أحد أبرز المخاوف من عودة ترامب ستتمثل في التحكم المطلق والمركزية الصريحة التي سيمارسها الرئيس الأميركي على الصعيد الاقتصادي الداخلي.

حيث قال ترامب مرارا وتكرارا بأنه غير راضٍ عن أداء رئيس الفيدرالي، وأنه سيزيحه عن منصبه خلال 100 يوم من توليه للرئاسة.

كما وعد ترامب أيضا بأنه سيتعامل مع أهم الملفات على الإطلاق، وهو الملف الذي احتل حيزا مميزا في مناظرته ضد ترامب.

فأكد أنه على سيخفض الأسعار والفوائد على حد سواء، مما سينعكس سلبا على قيمة الدولار ليعود أدراجه للأسعار التي كانت عليه خلال عهد ترامب.

بل إن الانخفاض المعتدل لمؤشر الدولار في عهد ترامب الأول قد يكون انخفاضا أكثر عمقا هذه المرة.

حيث إن وعود ترامب الحالية ستنصب بشكل مباشر على تخفيض الفوائد من أعلى مستوياتها في الألفية الحديثة.

وهو عكس ما حدث خلال فترة توليه للرئاسة، حيث ارتفعت الفوائد خلال عهده إلى 2.5% من 0.25%.

الجزئية الثانية. ترامب والذهب!

قد يمثل ترامب وسلوكه وسياسته العدائية للداخل الأميركي أو للسياسة الخارجية معا، سببا لارتفاع الذهب وتحديدا في بداية حكمه.

حيث سيكون العالم مستعدا لسلوكيات انتقامية محتملة من رئيس لم يتم التجديد له عام 2020.

والحديث عن ارتفاع الذهب هنا، يرتبط ارتباطا كليا في بداية حكم ترامب وليست كل فترة ترامب الرئاسية.

إذ قد يختار ترامب شكلا مغايرا للرئاسة عن فترة رئاسته السابقة، ليثبت الاستقرار الاقتصادي الذي سيرسخه في الولاية المحتملة القادمة.

وهو إن حدث فإنه سيكون سلوكا مغايرا لما كان يحدثه ترامب سابقا، من حيث المشاكل الجيوسياسية والاقتصادية المختلفة.

وهي المشاكل التي كانت تدفع الذهب إلى التماسك عند حوالي 1300 دولارا أميركيا.

ووفقا لهذا السيناريو الذي يقتضي أسلوب قيادة مختلف، فإننا قد نلاحظ أن الذهب سيعاود أدراجه للانخفاض التدريجي، خاصة مع انتقالنا للجزئية الثالثة.

الجزئية الثالثة. ترامب وأسواق الأسهم:

إذا أشرنا إلى أمر مضيء خلال فترة ترامب السابقة، فإننا سنشير إلى أداء أسواق الأسهم التي كانت مميزة خلال فترة ترامب بين 2016-2020.

حيث ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 27% بين بداية 2017 ونهاية 2019 قبل انطلاق الجائحة.

بينما ارتفع مؤشر S&P500 خلال نفس الفترة السابقة بنسبة 20%.

فيما كان الارتفاع اللافت الأكبر من نصيب مؤشر ناسداك الذي ارتفع خلال عهد ترامب بنسبة 70%.

بينما قد تجد أسواق الأسهم طريقها هذه المرة نحو مستويات تاريخية لثلاثة أسباب رئيسة هي:

  • أسلوب القيادة الخاص بترامب والداعم لمؤشرات أسواق الأسهم الأميركية (وذلك بالاستناد إلى شعاره America Is First).

  • الثورة التكنولوجية الصارخة التي تدفع أسواق الأسهم إلى مستويات تاريخية.

  • بداية انخفاض الفوائد وتراجعها لمستويات تدريجية قد تتجه إلى 2.5% خلال العامين المقبلين.

وفي حال استمرت أسواق الأسهم في الارتفاعات الكبيرة، فإنها قد تكون سببا من أسباب سحب البساط من الذهب.

حيث إن الذهب معتادٌ على الانخفاض في حالة الاستقرار الاقتصادي أو تحسن أسواق الأسهم التي تقدم عوائد أفضل.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية  

اترك تعليقاً