توصلت دراسة إلى ما يؤكد فشل أمريكا في حرب هواوي ، وذلك بعدما لم تستطع العقوبات الأمريكية من ثني الحكومات في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية عن توظيف مجموعة التكنولوجيا الصينية للبنية التحتية السحابية وخدمات الحكومة الالكترونية.
حيث حددت الدراسة التي أعدها مركز الدراسات البحثي CSIS ومقره واشنطن واطلعت عليه Financial Times صفقة في 41 دولة بين هواوي وحكومات أو شركات مملوكة للدولة لهذه الخدمات من عام 2006 إلى أبريل من هذا العام.
كما أشار التقرير إلى أن أكثر الأمور التي اختصت بها تلك الصفقات:
-
البنية التحتية السحابية.
-
خدمات الحكومة الالكترونية بشكل أساسي، وتحديدا في:
1. أتمتة الوظائف الإدارية مثل الترخيص.
2. الرعاية الصحية والسجلات القانونية والعمليات الحكومية الأخرى.
حيث قالت الدراسة:
“البنية التحتية السحابية وخدمات الحكومة الإلكترونية التي تقدمها هواوي، تتعامل مع البيانات الحساسة المتعلقة بصحة المواطنين والضرائب والسجلات القانونية”.
كما أضافت:
“نظرًا لأن شركة هواوي تعمل كمزود للحكومات والشركات المملوكة للدولة، فإنها تبني موقعًا استراتيجيًا يمكن أن يوفر للسلطات الصينية معلومات استخباراتية قيمة وحتى نفوذًا قسريًا”.
أما عن هذه الدول، فتؤكد الدراسة على أن معظم الدول المشاركة في مثل هذه الصفقات مع هواوي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا وأمريكا اللاتينية.
حيث عقّبت فريدوم هاوس (وهي مجموعة مراقبة الديمقراطية التي تمولها الحكومة الأمريكية) على تلك الدول، قائلة:
“77% من الدول تندرج في فئتي غير حرة أو حرة جزئيًا”.
كما قال التقرير الذي كتبه جوناثان هيلمان ومايسيا ماكالبين:
“زيادة الصفقات وتحديدا منذ عام 2018 يثبت فشل أمريكا في حرب هواوي وعدم قدرتها على إقناع الحكومات في تلك الدول بخطورة هواوي”
وأشار مؤلفو التقرير إلى أن هناك أوجه قصور وأخطاء صارخة من شأنها أن تجعل الحكومات مثل غينيا الجديدة عرضة للاختراق.
وهو الأمر نفسه –بحسب التقرير- الذي حدث عام 2012، حينما فازت هواوي بتركيب معدات اتصالات داخل مقر مبنى الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا.
وذلك حينما اتهم مسؤولو الاتحاد الأفريقي الصين لاحقًا باختراق أنظمة الكمبيوتر الخاصة بالمبنى كل ليلة لمدة خمس سنوات وتنزيل بيانات سرية
بينما قالت هواوي في بيان:
“بصفتنا مزود للبنية الأساسية والخدمات السحابية ، فإننا لا نمتلك أو نتحكم في أي بيانات للعملاء”
كما أكدت الشركة على أن جميع بيانات العملاء مملوكة لعملاء الشرك بالكامل.
فيما أشارت إلى أن الأمن السيبراني وحماية خصوصية المستخدم على رأس أولوياتها.
يُذكر أن الحكومة الأمريكية كانت قد اتهمت هواوي مرارا وتكرارا بالتجسس لصالح الحكومة الصينية.
فيما رفضت الصين تلك الاتهامات وقالت بأنها تهم لا اعتبار ولا اساس صحيح لها، واتهمت أمريكا بإساءة استخدام السلطة الوطنية في فرض العقوبات.
حيث أدت العقوبات الأمريكية إلى إجبار هواوي وهي أكبر شركة لتصنيع معدات الاتصالات في العالم، إلى تقليص إنتاج الهواتف الذكية بسبب نقص الإمدادات.
ويبقى التساؤل الكبير الآن هو عن مستقبل الشركة الصينية في مجالات الهواتف الذكية من جانب والمجالات المستقبلية الواعدة الأخرى.
يتبع,,,,,,
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية