كافح الدولار الأمريكي من أجل عدم الهبوط في تعاملات مساء يوم الأربعاء بعد الهبوط الحاد على خلفية بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أقل من التوقعات، وهوما عزز من توقعات من أن يكون قرار الفيدرالي الامريكي يتمحور حول إبطاء رفع اسعار الفوائد ابتداء من اجتماع اليوم.
وكنتيجة وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإن الدولار الأمريكي سيستمر في مكافحته دون الانزلاق بعيدا عن المستويات الحالية حتى خروج قرار الفيدرالي الامريكي مساء اليوم الساعة 9:00 مساء بتوقيت القدس، ثم كلمة رئيسه الساعة 9:30 مساء.
ويبدو ان الدولار وعلى المدى القصير سيكون أمام الخيارات الآتية؛
أولا. أن يتحدث باول عن نجاح الفيدرالي في تخفيض التضخم وأن المعركة ما زالت قائمة، بشكل أكبر من الحديث عن النمو الاقتصادي، وهو ما سيكون كفيلا بإعطاء الدولار بعض الثبات.
ثانيا. أن يشير باول إلى قدرته على ابطاء رفع الفوائد في وقت قريب، للحفاظ على النمو الاقتصادي، وهو ما سيكون كفيلا بالحاق ألم بالدولار.
ثالثا. أن يوازن باول بين الحديث عن ضرورة تخفيض التضخم، والحفاظ على النمو الاقتصادي، وهو ما سيكون عاملا مربكا في التداولات على مختلف الأصعدة.
إلا أنه وبغض النظر عن هذه الاحتمالات، فإن معنويات المستثمرين نحو الاصول الخطرة بعيدا عن الدولار في أعلى مستوياتها.
وهو ما قد يكون كفيلا بإلحاق الألم بالدولار على المدى القصير، وذلك حتى صدور بيانات اقتصادية أخرى، وقراءة أخرى للتضخم.
حيث إن قراءة أخرى للتضخم تشير إلى الانخفاض بنفس المقدار، يعني أن معركة الفوائد فعلا قد تصل إلى نهايتها، وهو الأمر الذي لا نستطيع الجزم به حتى خروج كل بيان ذي صلة في حينه.
التفاصيل: التضخم يهز الدولار في انتظار قرار الفيدرالي الامريكي وأهم عبارة يجب ملاحظتها
ما زالت التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي سيقوم برفع الفوائد بمقدار 50 نقطة أساس بعد اربع عمليات رفع متتالية بقيمة 75 نقطة أساس.
حيث يرى بعض المحللين تلاشي السبب الرئيسي الذي تسبب في ارتفاع الدولار في فترة معينة خلال الشهرين الماضيين.
فقراءة منخفضة في التضخم مرات عديدة ستكون كفيلة لدى المستثمرين بتنحية مخاطر استمرار رفع الفوائد.
وذلك بعدما أظهر مؤشر أسعار المستهلكين قراءة أقل من المتوقع للشهر الثاني على التوالي في نوفمبر.
مع ارتفاع أسعار المستهلكين الأساسية بأقل من 15 شهرً وأقل من أعلى مستوي 9.1%.
كما قالت كارول كونغ ، محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي (CBA):
“إن التباطؤ في قراءة التضخم يدعم حجة لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لتقليص الزيادة إلى 50 نقطة أساس”.
كما قالت كونغ:
“نتوقع أن يتحدث باول في مؤتمره عن المخاطر التي يتعرض لها النمو الاقتصادي بالإضافة إلى الحاجة إلى خفض التضخم إلى الهدف”
وهذا العبارة التي أشارت إليها كونغ ستكون كفيلة “في حالة حدوثها”، في أن تكون موضع ترحيب من قبل اسواق الأسهم على عكس ما هو الحال لدى الدولار.
وبعد القراءة تم تسعير الفوائد المستقبلية إلى أقل من 5% بحلول آذار/مارس القادم.
حيث يراهن المتداولون الآن على زيادات بمقدار 25 نقطة أساس في أول اجتماعين لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لعام 2023 وليس أكثر.
مع وجود بعض الاحتمالات بأن الارتفاع الأخير قد يأتي في مايو بدلاً من مارس/آذار القادم.
الجملة التي يجب التركيز عليها في خطاب اليوم:
يقول موقع بلومبيرغ عن الجزء الصعب بالنسبة للرئيس جيروم باول:
“إن الجزء الصعب في حديث باول هو إقناع المستثمرين بأنه لن يتوقف حتى يعمل على تخفيض التضخم إلى 2% تقريبا”.
وهو الأمر الذي لن يكون سهلا على الإطلاق، حيث إن الأسواق الآن باتت شبه متأكدة من أن المعركة قد شارفت على نهايتها مع هذه القراءة.
إلا أن الحقيقة والتي قد يتحدث عنها رئيس الفيدرالي، تشير إلى امور خطيرة، قد لا يأبه السوق بها نهائيا خلال المرحلة الحالية.
فالأسواق المالية والنقدية، يبدو أنها لا ولن تنتبه إلى أنه ومع هذه العملية اليوم، فإن الفوائد في أعلى مستوياتها منذ 2007.
كما أن الأسواق قد تغفل الآن عن قراءة البطالة التي ما زالت منخفضة، وهو ما يزيد من قدرة الأمريكيين على تغذية التضخم.
وبغض النظر عن ما الحقيقة والواقع، فإن المسألة الآن تشير إلى أن المستثمرين سيندفعون نحو الاصول الخطرة.
حيث إنه وبناء على استطلاع رأي لبلومبيرغ، فإن التوقعات تشير إلى
-
توقعات سقف الفوائد ستقف عند 4.9% تقريبا.
-
لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة قد ترفع الفائدة في شباط وآذار بمقدار 25 نقطة ثم ستتوقف مؤقتا.
وقد تكون تفاصيل قراءة التضخم التي صدرت الثلاثاء، فيها ما يفسر اندفاع المستثمرين نحو الاصول الخطرة.
حيث تشير البيانات إلى أن أسوأ ما في التضخم الأمريكي ربما يكون قد مر، مما يسهل على المسؤولين التحول نحو زيادة أقل مستقبلا.
إلا أن أهم الأجزاء التي قد يجب التركيز عليها هي جملة قد يشير إليها رئيس الفيدرالي في أن المعركة ما زالت قائمة ضد التضخم.
حيث قالت ليديا بوسور ، كبيرة الاقتصاديين في EY Parthenon ، في إشارة إلى التوقعات الفصلية لأسعار الفائدة:
“ستتجه كل الأنظار إلى ما سيقوله لنا رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول فيما يتعلق بمسار أسعار الفائدة في المستقبل”.
حيث سيتم عرض مسار الفوائد على شكل رسم بياني للنقاط المجهولة حتى عام 2025 وعلى المدى الطويل.
المصادر التي تم الاعتماد عليها في إعداد هذا المقال:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية