يتبادر إلى الأذهان في الوقت الحالي مسألة الفقر وكورونا والنوع الجديد من الفقراء الذين ستتم إضافتهم عالميا.
حيث نقترب شيئا فشيئا من مرور العام الأول على انطلاق الوباء الحالي، وهنا فإنه يتبادر إلى الأذهان حجم ضحايا كورونا، ليس فقط على مستوى الإصابة أو الوفاة، وإنما أيضا على مستوى الاقتصاد ومدى تراجعه في الوقت الذي كان يلهث وراء أي نسبة معينة لتحقيق نمو ما، ومن هنا فإن ما سيتضمنه المقال الحالي هو حديث مقتضب عن الفقر في أكثر المناطق رفاهية حول العالم، ثم الحديث عن كورونا والنوع الجديد من الفقراء الذين غالبا ما يتم إعادة تصورهم بعد كل أزمة مالية أو صحية أو اجتماعية أو غيرها.
حيث برز تصور جديد عن الفقراء خلال الأزمات الاقتصادية التي زادت حدتها منذ القرن الماضي وحتى يومنا الحالي.
حيث خرجنا من فكرة الفقر البسيطة، إلى الحديث عن الفقراء الجدد الذين فقدوا حقهم في الانضواء تحت المعنى المجرد للفقر.
فعلى الرغم من تماهي أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على الوجه التحديد واعتبارهما أنهما مهدا للحياة الإنسانية الطيبة، إلا انهما تمتلكان نسبة كبيرة من الفقراء الجدد، والذين أثبتت الأرقام بأنهم أكثر احتياجا للمساعدة عن ذي قبل، وأنهم أكثر تنوعا.
ولك أن تعرف أنه وفي العام 1985 بلغ عدد الفقراء في مجموعة الدول الأوروبية خمسين مليونا من الفقراء وهو ما يعني 15.5% من مجموع السكان.
في حين أنه وفي نفس العام بلغ عدد الفقراء في أمريكا 32 مليونا أي بنسبة 13% من إجمالي السكان.
وإذا ما تقدمنا قليلا في الزمن وتحديدا في العام 2018 نرى بأن العائلة الأمريكية المكونة من أربعة افراد والتي تحصل على أقل من 25,700 دولار يتم تصنيفها ضمن الفئة الفقيرة.
ويعني هذا أن هناك 10.6% من الرجال و 12.9% من النساء كانوا يعيشون في منطقة الفقر في أمريكا.
ولتوضيح نسب الفقر في أكبر اقتصاديات العالم فلك الإحصائيات التالية والمستخرجة من الموقع الرسمي povertyusa.org للعام 2018:
-
بلغت نسبة الفقراء بين الأطفال 16.2% أي طفل من كل 6 أطفال يعيشون في منطقة الفقر.
-
بلغ معدل الفقر لدى كبار السن 14.1%.
-
بلغت نسبة الفقر لدى العرق الأسود 20.8%.
-
تقاسم الآسيويون والبيض الذين ينضوون تحت خط الفقر نسبة 10.1% لكل منهما.
وعلى الرغم من أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن من يقع تحت خط الفقر المطقع في أمريكا يبلغ 3% فقط من إجمالي الفقراء حول العالم والذين يزيد عددهم عن 713 مليون شخص كما في النصف الأول من هذا العام، إلا أنه لابد من الحديث قليلا عن هذا الرقم بشكل عقلاني ومتماشي مع الجائحة الحالية.
وهذا ما يمكن تفسيره بعدة جوانب حسب قارئها، فمن جهة يمكن تفسير هذا الرقم من بوابة هشاشة الاقتصاد وأركانه من جانب والذي وقع مع أول امتحان جديّ له، وانتفاع فئة بسيطة ومحدودة من الأرقام التريليونية الخاصة بالشركات من جانب آخر.
وحتى لا نطيل الحديث كثيرا عن كورونا والنوع الجديد من الفقراء ، فإننا سنخلص إلى النتائج التالية:
-
سيتم إعادة صياغة معنى جديد للفقر في ظل مستويات التباطؤ الاقتصادي العالمي الحالي.
-
سيتم وضع معايير جديدة للفقر من بوابة الديون الحكومية التي ارتفعت بشكل هستيري خاصة مع حزم التحفيز التريليونية التي تم ضخها لمواجهة كوارث كورونا.
-
هناك الكثير من الاشخاص الذين سيتم إضافتهم للفقراء خاصة مع زيادة معدل البطالة وتحديدا المقنعة.
-
ستتضيف قطاعات بعينها أشخاصا كثيرين لجموع الفقراء وعلى رأسهم السياحة والتجارة والصناعة.
-
ستنقل الأوضاع الاقتصادية الحالية الكثير من العوائل حول العالم من الفئة المرفهة والميسورة إلى الفئات الأخرى ومن أهمها فئة الفقراء.
-
الأرقام الخاصة بالفقراء في الدول الاقتصادية الضعيفة ستضيف أرقاما هائلة خاصة مع زيادة سوء أوضاعهم الاقتصادية.
هذه نتائج بسيطة للفقراء الجدد، على أن نقوم بمواكبة الأحداث بعد انقشاع الأزمة الحالية ومعرفة ضحاياها من واقع الأرقام الرسمية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية