ها هو فايروس كورونا يهدد النمو السكاني بشكل واضح بعد أكثر من عام من انطلاقه، وذلك بناء على مقالة منشورة على وكالة بلومبيرغ تشير إلى خطر سيهدد النمو الاقتصادي في المستقبل.
تشهد الاقتصادات الكبرى من إيطاليا إلى سنغافورة تسارعا في ظاهرة انخفاض النمو السكاني، بسبب الإجراءات التي تحد من الاتصالات الاجتماعية.
وعلى الرغم زيادة الوقت الذي يقضيه الأزواج مع بعضهم بسبب الإغلاقات، إلا أن معدلات الخصوبة أظهرت انخفاضا لعام 2020.
وقد أشارت الأرقام الصادرة عن البيانات الوطنية في مختلف الدول المتقدمة إلى انخفاض معدلات المواليد في عام 2020، على النحو التالي:
وصل معدل النمو في فرنسا إلى أدنى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية.
سجلت الصين معدلات مواليد أقل بنسبة 15% عن عام 2019.
انخفض معدل المواليد في إيطاليا التي كانت من أوائل المناطق التي نُكبت بهذه الجائحة؛ حيث انخفض عدد المواليد في 15 مدينة إيطالية بنسبة 22% في ديسمبر الماضي.
تظهر بيانات يابانية انخفاضا في عدد المواليد إلى مستويات قياسية لعام 2020.
انخفض معدل الخصوية في تايوان إلى أقل من طفل واحد لكل أسرة.
يُحتمل أن تتدهور نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما إلى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 15-64 عاما في الاتحاد الأوروبي.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد أشار التقرير إلى أنها تعاني أساسا من امكانية تفوق عدد المتقاعدين على عدد الأطفال عام 2030 حتى من دون آثار هذا الوباء.
وقد أكدت المقالة على أن مثل هذه المعضلة ستكون معوقاً بشكل خاص في أجزاء من آسيا وأوروبا خاصة مع معاناتهم من ارتفاع نسبة الشيخوخة لديهم.
فايروس كورونا يهدد النمو السكاني! الأسباب الرئيسية:
أشارت الوكالة إلى العديد من الأسباب التي تدفع إلى مثل هذه الأمور، حيث جاء أهمها على النحو التالي:
1. ضعف أنظمة المعاشات التقاعدية أدى إلى تخفيض رغبة الأزواج في الإنجاب.
2. الإحساس بمستقبل غامض.
3. طول فترة الركود، وهو ما أشار إليه خبير اقتصادي في بنك HSBC.
جائحة كورونا تهدد نمو السكان عبر بوابة الركود الاقتصادي:
قال جيمس بوميروي، الخبير الاقتصادي في HSBC Holdings Plc :
“كلما طال الركود وشدته، زادت حدة الانخفاض في معدلات المواليد، وزادت احتمالية أن يصبح الانخفاض في معدلات المواليد تغييرًا دائمًا في تنظيم الأسرة”.
كما ربط جيمس بين انخفاض معدلات النمو الاقتصادية وارتفاع نسبة الديون من جانب، وبين القدرة على تحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل.
حيث توقع بأن ينضم خلال العشرين عاما القادمة انضمام أعداد أقل من البالغين إلى القوى العاملة بنسبة 10%-15%.
وقد قالت سونال فارما، الخبيرة الاقتصادية في شركة نومورا هولدنجز:
“إن انخفاض النمو السكاني سيضر بالنمو الاقتصادي المحتمل، بسبب انخفاض القوة العاملة في المستقبل القريب، مع انخفاض إيرادات الضرائب، وارتفاع أرقام الإنفاق على معاشات التقاعد.”
كما أكدت المقالة على أن الأزمة ستستمر حتى مع نجاح حملات اللقاح، وذلك لأن معدلات الخصوبة قد أظهرت انخفاضا بشكل مطرد لعقود قادمة.
أما عن الوكالات التي توقعت انخفاض المواليد فقد جاءت على النحو التالي:
قال معهد Guttmacher قال:
“أن الوباء أدى بأكثر من 40٪ من النساء في الولايات المتحدة إلى تغيير الخطط المتعلقة بوقت إنجاب الأطفال.”
كما معهد اقتصاديات العمل IZA الألماني قال:
“إن الانخفاض في المواليد في الولايات المتحدة سيكون أكبر بنسبة 50٪ مما كان عليه خلال أزمة 2008-2009.”
فيما قالت شركة PWC الاستشارية:
“نتوقع انخفاضا كبيرا في الأطفال حديثي الولادة في المملكة المتحدة هذا العام.”
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية