CNBC: على الرغم من الأصوات المشككة في قوة وفعالية اللقاحات بشكل عام، إلا أن هناك بعض الأبحاث التي أكدت على فعالية لقاح فايزر وموديرنا في مسألة إضعاف قوة الفايروس في المجتمعات التي تلقت اللقاح بالجرعات الكافية.
وبغض النظر عن قوة هذه الدراسات، فإن التساؤل الرئيسي الآن يتمحور حول كيفية تطوير شركات تصنيع لقاح فايزر وموديرنا للطعومات بهذا الوقت القياسي.
وقد تحدث الرؤساء التنفيذيون لشركتي فايزر وموديرنا عن جهود الشركات منذ انطلاق الفايروس بداية عام 2020، وذلك من خلال وثائقي تم عرضه يوم الجمعة.
حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة موديرنا “ستيفان بانسل”.
“في الليلة التي أغلقت فيها الصين مدينة ووهان ، كنت أقول: متى كانت آخر مرة أعرف أن مدينة تم إغلاقها بسبب مرض معد؟ “
وأضاف قائلا:
“وما يدور في ذهني هو ما الذي يعرفه الصينيون ولا نعرفه؟”
كما قال:
“لقد استيقظت متعرقًا في الساعة 4 صباحًا ، مدركا بأننا سنكون أمام جائحة كتلك التي دارت عام 1918”
بينما وبالنسبة إلى شاهين، فقد كان يقرأ بحثًا في مجلة لانسيت في أواخر يناير يصف تفشي المرض في الصين.
حيث قال شاهين:
“لقد أجريت عددًا من العمليات الحسابية، وحسابات سريعة، وأدركت أنه قد انتشر بالفعل”.
وأضاف قائلا:
“لقد كان من الواضح أن الوقت قد فات بالفعل لوقف المرض.”
إلا أن “شاهين” كان مقتنعا بأن شركته التي كانت قد ركزت بشكل أساسي على علاجات السرطان، سيكون لها القدرة على القيام بشيء ما.
حيث تواصلت شركته BioNTech مع شركة فايزر، مقترحا العمل على لقاح لفيروس كورونا الجديد باستخدام تقنية MRNA.
وقد قال شاهين:
“كان لدينا أول اتصال بعد أيام قليلة من بدء المشروع، حيث أن شركة فايزر لم تكن مهتمة بعد في ذلك الوقت”
كما وأكد ألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة Pfizer ، ما قاله شاهين في بداية عام 2020، ولكنه قال:
“لقد قررت شركتنا في أواخر شباط أن تتدخل لإنتاج العلاج أو اللقاح.”
وحينما سأل بورلا فريقه عن النهج الأفضل في مسألة صناعة اللقاح اللازم، أجابت “كاثرين يانسن” رئيسة قسم أبحاث وتطوير اللقاحات بشركة Pfizer:
“قمنا بتقييم جميع التقنيات الحالية بما في ذلك اللقاحات القائمة على البروتين واللقاحات باستخدام ناقلات فيروسية”.
وقد أكدت على أن كل الطرق الممكنة تمتلك إيجابيات، ولديها سلبيات قليلة جدا في ذلك الوقت.
أما الشركات الأخرى فقد اعتمدت على لقاحات ناقلات الفايروس مثل جونسون آند جونسون، وأسترازنيكا مع جامعة أكسفورد.
بينما اعتمدت شركات أخرى مثل سانوفي ونوفاكس على تكنولوجيا أكثر ثباتا في اللقاحات القائمة على البروتين.
إلا ان مسألة استخدام تقنيات MRNA كانت مخاطرة من قبل شركة فايزر وبيونتك، ولكن الفريق أكدوا على أنه لا بد من استخدام هذه التقنية.
بل إن ما ساعد في الانتقال إلى لقاحات فايزر وموديرنا كان بسبب تفشي الفايروس في نيويورك بشكل كبير جدا.
ويشير القائمون في موديرنا بأن تقنية MRNA كانت وما زالت بالنسبة لهم الطريق الأفضل، خاصة وأنها التقنية التي تأسست الشركة على أساسها منذ عام 2010.
حيث يتذكر الدكتور ستيفن هوج ، رئيس شركة موديرنا، قائلا:
“حتى مع حلول شهر مارس ، كانت هناك أصوات تقول إن اللقاحات كانت أملاً زائفًا”.
وأضاف قائلا:
“لقد شعرت لفترة من الوقت أننا بحاجة إلى الدفاع حتى عن فكرة المحاولة.”
بالنتيجة:
فإن تمكن فايزر وموديرنا من إنتاج اللقاح الأكثر انتشارا عالميا بهذا الوقت القياسي، يعود بشكل كبير إلى الأمور التالية:
-
انتشار الفايروس بشكل دفع العالم للاستسلام أمام الطعومات المطروحة والتي تعود للشركات التي كان لديها تاريخ جيد في تطوير تقنياتها.
-
جرأة الشركات المصنعة في طرح طعوماتها في وقت تم الإعلان فيه عن أن ما يعيشه العالم هو وباء عالمي لم تعرفه البشرية منذ مائة عام.
-
حاجة البشرية لأية حلول عملية تمكّنهم من العودة إلى حياة ما قبل الجائحة وتحديدا في الشق الاقتصادي.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية