ياهو فاينانس نقلا عن بلومبيرغ: تخلت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأمريكية عن المكاسب السابقة وارتفع الدولار وسط مخاوف متزايدة بشأن صحة الاقتصاد الأوسع وإشارات إلى أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي لا يرون أن رفع أسعار الفائدة سيتوقف مؤقتًا في أي وقت قريب، وهو ما يجيب بشكل مباشر عن سؤال لماذا ارتفع الدولار الأمريكي اليوم تحديدا.
لماذا ارتفع الدولار الأمريكي ؟ التفاصيل:
لقد كانت الاسواق المالية وعقودها الآجلة (قبل افتتاح الاسواق) أحد أحد المسببات في تحول الدولار.
حيث تحولت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 إلى الانخفاض بعد أن ارتفعت في وقت سابق بنحو 0.3%.
بينما استقرت العقود في مؤشر ناسداك 100 الخاص بالتكنولوجيا الثقيلة، وذلك بسبب ارتفاع كل من:
-
Nvidia Corp بأكثر من 2.5% على خلفية المبيعات الفصلية التي كانت متوقعة.
-
فيما قفز سهم Cisco بنسبة 4% وسط توقعات صعودية للإيرادات، مما رفع منافسيها Advanced Micro و Intel Corp.
أما الدولار فقد ارتفع مقابل سلة من العملات، في حين ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات وسط مؤشرات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء بأن السياسة ستشدد أكثر.
وقد بقي قسم مراقب عن كثب من منحنى العائد في الولايات المتحدة بالقرب من مستويات لم نشهدها منذ أربعة عقود تاريخياً ، إشارة إلى أن أكبر اقتصاد في العالم على أعتاب الركود.
وفي سيناريو تكرر مرارًا وتكرارًا في الأسواق العالمية في الأسابيع الأخيرة، اضطرت الأسهم إلى التوقف مؤقتًا عن ارتفاعها متعدد الأيام يوم الأربعاء.
حيث كانت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأقوى من المتوقع ومجموعة من المتحدثين الفيدراليين الذين ألمحو إلى نهاية رفع الفوائد بشكل مبكر.
ولكن سايمون بالارد كبير الاقتصاديين في بنك أبو ظبي الأول، كتب في مذكرة إلى المستثمرين:
“نحن ندرك أنه في كل مرة تحاول الأسواق العالمية الانتعاش على خلفية التكهنات بأن نهاية نوايا بنك الاحتياطي الفيدرالي المشددة قد تكون في الأفق، يخرج مسؤولو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بفقرة جديدة من السرد المتشدد، للحد من أي احتمالية للوفرة غير العقلانية”.
ويبدو ان الرسالة الآن تتجه نحو الفيدرالي بأن عليهم بذل المزيد من الجهد لإخماد التضخم، رغم تراجعه الشهر الماضي.
حيث ما زال التضخم في أعلى مستوياته منذ عقود، وما زال مقياس مبيعات التجزئة يرتفع في أسرع وتيرة في ثمانية اشهر.
وقد قالت ماري دالي ، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو :
“إن التوقف المؤقت في رفع أسعار الفائدة “غير مطروح على الطاولة”
بينما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز:
“إن على البنك المركزي تجنب دمج مخاطر الاستقرار المالي في اعتباراته”.
فيما رفع بنك جولدمان ساكس من توقعاته لأسعار الفوائد بأن تصل إلى 5.25% مرتفعة عن 5% بتوقعاته السابقة.
مع ذلك، تشير دلائل أخرى إلى أن أكبر اقتصاد في العالم يفقد قوته حيث يتعرض المستهلكون الأمريكيون للضغط بسبب أعلى معدل تضخم في أربعة عقود.
حيث توقعت شركة التجزئة تارجت كورب التوقعات يوم الأربعاء ، قائلة:
“إن التراجع من المتسوقين الأمريكيين قد أثر على الأرباح”.
فيما كتب عضو الفيدرالي بالارد:
“إن التوقعات الكلية للاقتصاد الأمريكي تتسم بالقوة الهشة، ويستمر هذا السيناريو في تفضيل تخفيف متواضع – ثم استقرار – لوتيرة التضييق التدريجي”.
أي أن الفوائد ورارتفاعاتها ما زالت قائمة حتى التأكد من انخفاض التضخم واستقراره في الانخفاض.
بينما وفي بريطانيا، انقلب الجنيه الإسترليني إلى خسارة وارتفعت عائدات السندات قبل إعلان الميزانية من المستشار جيريمي هانت.
ومن المتوقع أن يشرح بالتفصيل تخفيضات الإنفاق بالإضافة إلى الزيادات الضريبية لإصلاح الثغرة في المالية العامة للحكومة.
ومع ذلك ، سيتعين عليه أن يخطو بحذر لأن جولة جديدة من التقشف يمكن أن تضعف الاقتصاد الذي يواجه أسوأ ضغوط في تكلفة المعيشة منذ أربعة عقود.
وعلى الرغم من تحسن الجنيه الاسترليني عما كان عليه قبل شهر، ولكن تجار الجنيه الاسترليني ما زالوا خائفين من الوقوع في الخطأ مرة أخرى.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية