سؤال واحد يشغل العديد من المتعاملين في الأسواق، لماذا انخفض الدولار الأمريكي بعد العديد من البيانات الاقتصادية التي تؤيد ارتفاعه؟ وللإجابة عن هذا السؤال فإنه لابد من تقديم ما حدث يوم الجمعة تحديدا.
وقبل الدخول في التفاصيل؛ فإنه وللإجابة على سؤال لماذا انخفض الدولار الأمريكي ؛
فإن كل البيانات والمؤشرات الاقتصادية جاءت لتؤكد أن سوق العمل ما زال قويا، بعد انخفاض معدل البطالة، وارتفاع أعداد الوظائف المضافة.
إلا أن الأسواق اختارت أن ترى أن الأجور بدأت بالانخفاض، وهو ما دفعهم (لتوقع) أن الفيدرالي سيقوم بتخفيض المقدار القادم من رفع الفوائد.
حيث بأت أكثر من 70% ينظرون إلى مقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي بداية الشهر القادم.
بينما ترى النسبة المتبقية أن الفوائد سترتفع بمقدار 50 نقطة لتصبح الفوائد 5%.
وما بين هذه الفئة وتلك، فإن الأسواق ستكون أمام اختبار قراءة التضخم يوم الخميس، والتي يتوقع انخفاضها من 7.1% إلى 6.7%.
كما ستنتظر الاسواق حتى بداية شهر شباط لمعرفة القرار ثم تصريح رئيس الفيدرالي التي سيكون لها دور كبير في انخفاض الدولار أو ارتفاعه.
ولمعرفة ما الذي يتحدث به التحليل الفني للدولار، اشترك في قناة كواليس المال على اليوتيوب، لتصلك الحلقات أولا بأول.
التفاصيل: لماذا انخفض الدولار الأمريكي بعد بيانات تؤكد ارتفاعه؟
أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع يوم الجمعة وسط أنباء تفيد بأنه في حين توسعت جداول الرواتب في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع، فإنه قد تباطأت زيادات الأجور وانكمش نشاط الخدمات، مما خفف المخاوف بشأن مسار رفع أسعار الفائدة على الدولار من قبل الفيدرالي.
فقد أظهرت بيانات وزارة العمل أن الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 223 ألف وظيفة في ديسمبر.
بينما أنه وفي حين أن ارتفاع متوسط الدخل بنسبة 0.3٪ كان أقل من المتوقع وأقل من 0.4٪ في الشهر السابق.
وفي مجموعة أخرى من البيانات، انخفض نشاط الخدمات في الولايات المتحدة لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف في ديسمبر مع ضعف الطلب، مع مزيد من علامات تراجع التضخم.
وقد قال ميغان هورنمان ، كبير مسؤولي الاستثمار في Verdence Capital Management في هانت فالي بولاية ماريلاند لوكالة رويترز:
“تلقينا أخبارًا جيدة على جبهة التضخم مع تباطؤ مكاسب الأجور؛ حيث ارتفعت معدلات المشاركة مرة أخرى ومع ذلك ما زلنا نخلق فرص عمل”.
كما أضاف قائلا:
“تقرير خدمات ISM كان ضعيفًا حقًا وضعيف على نطاق واسع”.
وهذا ووفقا لهورنمان فإن هذه البيانات ستجعل الناس يعتقدون بأن الفيدرالي سيتقرب من نهاية تشديد السياسة النقدية ورفع الفوائد.
وقد تسببت هذه البيانات في ارتفاع مؤشرات السوق المالية الثلاثة، وانخفاض الدولار بشكل ملحوظ.
حيث جاء اداء المؤشرات على النحو الآتي:
-
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 86.34 نقطة أو 2.27٪ ليغلق عند 3894.44 نقطة.
-
بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب 259.71 نقطة أو 2.52٪ إلى 10564.95 نقطة.
-
كما وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 694.21 نقطة أو 2.11٪ إلى 33624.29 نقطة.
وبذلك أظهرت جميع المتوسطات الثلاثة مكاسب هذا الأسبوع.
حيث قام كل من مؤشر S&P و Nasdaq بإغلاق أربعة أسابيع من الانخفاضات.
وقد قال جون أوغسطين ، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك هنتنغتون الوطني في كولومبوس بولاية أوهايو :
“إن هذه البيانات تشير إلى تهدئة المخاوف من أن الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة كثيرًا بحيث يتسبب في ركود”.
وأضاف قائلا:
“تقارير اليوم قد تخفف من هذا الضغط لفرض الركود، وربما تكون قد أدت بالفعل إلى تباطؤ الاقتصاد بما فيه الكفاية”.
ومع ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي أن يكون هدف سعر الفائدة هو الذروة عند حوالي 5٪ وقال:
“إنه سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة حتى يصل التضخم إلى المكان الذي يريده”.
كما أقر مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة بهدوء نمو الأجور وعلامات أخرى على تباطؤ الاقتصاد تدريجياً.
حيث ألمح رئيس أتلانتا رافائيل بوستيك إلى فرصة زيادة ربع نقطة مئوية في اجتماع السياسة المقبل.
لكن أوغسطين رئيس هنتنغتون قال إن البنك المركزي بحاجة لرؤية المزيد من التباطؤ في زيادات الأسعار في تقرير التضخم لشهر ديسمبر ، المقرر صدوره يوم الخميس.
في الأسبوع المقبل أيضًا ، ستبدأ العديد من أكبر البنوك الأمريكية الإعلان عن موسم أرباح الربع الرابع من عام 2022.
وأهم هذه البنوك:
وبذلك فإن معركة أخرى مع الأسواق المالية ستبدأ، وتتعلق بنتائج أعمال الشركات.
علما ان بيانات البنوك ستكون من الآن إيجابي بشكل كبير، بسبب استفادتها من ارتفاع الفوائد.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية