لماذا نحتاج التضخم ؟

كثيرا ما نسمع عن التضخم، وخشية الاقتصاديات من ارتفاعه، وسنحاول اليوم في المقالة أن نعرج على مفهوم التضخم، وما هي عوامل وأسباب حدوثه، و لماذا نحتاج التضخم ؟

مفهوم التضخم: 

التضخم هو مقياس كمي يعبر عن ارتفاع متوسط سعر سلة من السلع والخدمات المختارة في اقتصاد ما خلال فترة زمنية معينة.

حيث أنه وفعليا تقل قدرة العملة على شراء السلع والخدمات في الوقت الحالي مقارنة في الفترات السابقة.

وغالباً ما يتم التعبير عن التضخم كنسبة مئوية، ويقابل التضخم مصطلح الانكماش الذي يحدث عندما تنخفض الأسعار بدلاً من ذلك.

عوامل حدوث التضخم:

على الرغم من أن ارتفاع الاسعار يعتبر السبب الرئيسي للتضخم، إلا أن هناك أسباب وعوامل أخرى، ومنها:

أولا. تأثير الطلب على السلع يؤدي إلى حدوث تضخم، وخاصة حينما يفوق القدرة الإنتاجية في ذلك الوقت.

وأهم الأمثلة على ذلك في الوقت الحالي، هو تخفيض إنتاج النفط، وبالتالي تضاؤل الانتاج فانخفاض العرض، وهو ما يؤدي إلى عدم مقابلة الطلب الطبيعي، مما يؤدي إلى رفع أسعار السلع والخدمات، وبالتالي رفع مستويات التضخم.

ثانيا. زيادة المعروض النقدي في الاقتصاد يؤدي أيضًا إلى التضخم.

فزيادة الأموال مع الأفراد، يؤدي إلى زيادة قدرتهم على الطلب، مما يؤدي إلى رفع الأسعار.

وتتم زيادة المعروض النقدي في اقتصاد بلد ما بالطرق المشروعة عبر الطرق التالية:

من خلال طباعة الأموال وضخها عبر البنوك.

عن طريق تخفيض قيمة العملة، مما يؤدي إلى انخفاض قوتها الشرائية، وهو ما يؤدي إلى حدوث التضخم مباشرة.

كما يتم زيادة المعروض النقدي بالطرق غير المشروعة وأهمها جرائم غسل الأموال التي تتكفل بضخ أموال إضافية بشكل لا يستوعبه الاقتصاد وفق ما هو محدد من قبل القائمين على السياسات المالية والنقدي مسبقا.

ثالثا. قد يحدث التضخم بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج بشكل فجائي، مما يؤدي إلى رفع أسعار السلع والخدمات بشكل أكبر من قدرة الأفراد المالية.

رابعا. من أهم أسباب التضخم هو ما يحدث بسبب العوامل الداخلية للتكاليف المعيشية التي ترتفع لسبب أو لآخر.

فلك أن تتخيل أن اقتصاد بلد ما قام برفع أجور العاملين، فإن ذلك سينعكس على ارتفاع تكاليف السلع والخدمات التي ينتجها هؤلاء العاملين، وبالتالي فإن معدل التضخم سيرتفع.

لماذا نحتاج التضخم ؟

يمكن النظر إلى التضخم بشكل إيجابي أو سلبي اعتمادًا على الجهة التي تنظر إليه كمؤشر.

حيث يرغب أصحاب الأصول الملموسة، مثل الممتلكات أو السلع المخزنة ، في رؤية بعض التضخم لأن ذلك يرفع قيمة أصولهم

في حين لا يرغب به الأشخاص الذين يحتفظون بثرواتهم على شكل نقد سائل، لأنه يؤدي إلى تآكل قيمة مقتنياتهم النقدية.

إلا أن التضخم بالعموم يعتبر مطلوبا لتعزيز مبدأ إنفاق المال إلى حد معين بدلاً من ادخاره، وبالتالي تعزيز النمو الاقتصادي.

ومن أجل الحفاظ على مستوى أمثل للتضخم يقوم البنك المركزي، بمختلف التدابير اللازمة لإبقاء التضخم عند الحدود المسموح بها، وذلك للحفاظ على سير الاقتصاد بسلاسة.

النسبة الأمثل للتضخم:

في هذا القسم سنتحدث عن النسبة الأمثل عالميا للتضخم، والتي تقوم بعض الدول باستهداف معدلاتها بناء عليها.

حيث حُدد المعدل الأمثل للتضخم عالميا بنسبة 2%، وذلك حتى تسيطر الجهات والبنوك المركزية عليه في المدى الطويل.

وهو ما تحرص عليه الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، فيما يستهدف الاتحاد الأوروبي (2%+1%).

وقد وجدت الدراسات بأن التضخم إن أرتفع عن 2% فإن قدرة الدولة على التحكم بالاقتصاد ستقل.

بل هناك من يشير إلى أن الدول التي يرتفع لديها التضخم عن 2% تكون أكثر عرضة للمشاكل الاقتصادية.

أما عن نسبة صفر بالمئة للتضخم فلا تعتبر نسبة مفضلة، لأن ذلك يُنذر بحدوث انكماش، ولا يسمح آنذاك بالكثير من التدخلات الرسمية للتعديل.

معادلة قياس التضخم

التغيير في التضخم = (القيمة النهائية لمؤشر أسعار المستهلك / القيمة الأولية لمؤشر أسعار المستهلك)

وكمثال:

لنفترض أنك ترغب في معرفة كم كانت تساوي القيمة الشرائية لعشرة آلاف دولار في العام 1975 مقارنة بالعام 2018.

فيمكنك في هذه الحالة أستخراج أرقام مؤشر أسعار المستهلك المقابلة للسنتين المحددتين.

فمثلا كانت القيمة الأولية (1975) لمؤشر أسعار المستهلك 54.6، فيما كانت القيمة النهائية (2018) لمؤشر أسعار المستهلك تساوي 252.439.

إذن فإن التضخم = (247.159 / 54.6) = 4.52672 = 254.6721٪

ولمعرفة قيمة العشرة آلاف دولار في العام 1975 مقارنة بالعام 2018:

10,000 × 4.52672 = 45.2672 دولار أمريكي.

ولكن مع ضرورة الانتباه إلى أنك تستطيع الحصول على القيمة النهائية للعشرة الآف دولار الآن، بإضافتها إلى القيمة الحالية، وبناء عليه فإن:

القيمة النهائية (الآنية) للعشرة آلاف دولار= 55,2672 دولار.

ويمكنك استخدام الرابط التالي للتأكد من الاحتساب: احتساب مؤشر التضخم بمؤشر أسعار المستهلك.