ارتفعت أسعار الذهب في ظل التوترات السياسية الحالية، بصفته أحد الملاذات الآمنة التي يُلجأ إليها في مثل هذه الظروف، وسنحاول في مقالنا الحالي توضح ما معنى الملاذ الآمن ، وعرض أهم الأمثلة على هذه الملاذات، وتبرير وجود الياباني ضمن قائمة الملاذات الآمنة.
ما معنى الملاذ الآمن ؟
الملاذ الآمن هو نوع من الاستثمار الذي يتوقع المستثمرون أو المضاربون بأن يحتفظ بقيمته أو يرتفع في أوقات اضطراب السوق.
كما قد يسعى المستثمرون إلى الملاذات الآمنة من أجل الحد من تعرضهم للخسائر في حالة تراجع السوق.
إلا أن الأصول التي يُعتقد بأنها أحد الملاذات الآمنة، قد تنخفض مع هبوط السوق أيضا، وذلك بالاعتماد على طبيعتها وطبيعة الانخفاض نفسه.
وهذا يعني ضرورة بذل العناية الواجبة والدراسة والمتابعة للملاذ الآمن من جهة، وطبيعة السوق وأسباب انخفاضه من جهة أخرى.
أما عن الهبوط الذي يحدث في الأسواق، فيجب الانتباه إلى فترته، أو طول المدة التي يبقى منخفضا خلالها.
فتنويع المحفظة الاستثمارية بالنسبة للمستثمر، سيكون ملاذا آمنا خلال انخفاض السوق لفترات قصيرة.
بينما قد لا ينجح التنويع في حالة الركود الاقتصادي، أو عند تراجع الأسواق بشدة نتيجة ازمة اقتصادية أو سياسية ما.
كما قد يلجأ البعض أيضا إلى التوجه نحو الملاذات الآمنة غير المرتبطة بالسوق عموما.
أمثلة على الملاذات الآمنة:
سنشير فيما يلي إلى الأصول التي تندرج ضمن أفضل الملاذات الآمنة.
أولا. الذهب:
اعتبر الذهب، ولسنوات طويلة، مخزنا ذا قيمة، بصفته أصلا مرغوبا غير مرتبط بتغير أسعار الفوائد. ومعدنا نادرا.
كما اعتبره الكثيرون شكلا من أشكال التأمين ضد الأحداث الاقتصادية السلبية، الذي يندفع إليه الناس في أوقات الأزمات، مما يزيد من سعره أيضا.
بينما ترتفع قيمة الذهب في أوقات التضخم، فإذا ارتفعت الأسعار عالميا، أو انخفضت قيمة العملة، فإن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع قيمة الذهب.
ثانيا. أذون الخزانة، والسندات الحكومية:
تعتبر سندات الدين، أو أذون الخزانة الصادرة عن الولايات المتحدة، أحد أبرز الملاذات الآمنة، حتى في ظل المناخات الاقتصادية المضطربة، وقد هذا يعطي سبباً من اسباب احتفاظ الحكومات بتريليونات الدولارات الأمريكية من الأذون الأمريكية، فضلا عن الهيمنة الأمريكية السياسية.
حيث تعتبر أذون الخزانة، أصولا خالية من المخاطر؛ فيتم سداد أي أصل مستثمر من قبل الحكومة عند استحقاق الفاتورة.
بل إن الحكومات الأمريكية تقوم في ظل الفوضى الاقتصادية، بشراء الأذون للحفاظ لتحقيق الهدفين التاليين:
-
الحفاظ على قيمتها من التدهور.
-
أو للعمل على استقرار العوائد المطلوبة عليها والحيلولة دون التلاعب فيها، وتحديدا منع استغلالها خلال الاضطرابات.
فيما تعتبر الأذون والسندات الحكومية الأخرى نوعا من أنواع الملاذات الآمنة، نظرا للدعم والتغطية الحكومية لها.
ثالثا. الأسهم الدفاعية:
تشمل أمثلة الأسهم الدفاعية شركات المرافق والرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية والسلع الاستهلاكية.
حيث يرى المستثمرون بأن هذه الأسهم سيتم شراؤها بغض النظر عن حالة السوق، نظرا لحاجة الجميع إما للغذاء أو الصحة أو التكنولوجيا.
رابعا. النقود بأشكالها المختلفة:
يعتبر النقد الملاذ الآمن الحقيقي الوحيد خلال فترات تراجع السوق، إلا أنه ومع ذلك، لا يقدم النقد أي عائد أو عائد حقيقي ويتأثر سلبا بالتضخم.
خامسا. العملات:
تعتبر بعض العملات ملاذات آمنة مقارنة بالعملات الأخرى، وتحديدا في الأسواق المتقلبة.
حيث قد يسعى المستثمرون وتجار العملات إلى تحويل ممتلكاتهم النقدية إلى هذه العملات من أجل الحماية.
ومن أبرز هذه العملات:
1. الفرنك السويسري:
وذلك نظرا لاستقرار الحكومة السويسرية ونظامها المالي، واستقلالها عن الاتحاد الأوروبي الذي جعلها محصنة ضد أي أحداث سياسية واقتصادية سلبية، واعتبارها أحد أشهر الملاذات الآمنة.
2. الدولار الأمريكي:
يعتبر الدولار الأمريكي ملاذا افتراضيا بالنسبة للشركات، لإدراكها بأنها العملة الاحتياطية العالمية في التعاملات والصفقات.
3. الين الياباني:
أما عن الين الياباني فإنه يعتبر ملاذا آمنا لثلاثة أسباب رئيسية هي:
تقوم اليابان وفي أوقات الأزمات، ببيع الاصول الأجنبية لإعادة رأس المال من الخارج كتكتيك دفاعي ضد انخفاض الأصول، فتحافظ الحكومة والمستثمرون بذلك على أن يصبح الطلب على الين الياباني أكبر وبالتالي ارتفاع قيمته المنخفضة أساسا (حيث أن الين الياباني يساوي تقريبا 115 ين للدولار الواحد).
بينما يمتلك الين الياباني معدلات فائدة صفرية بل وسالبة أيضا، مما يجعله عملة مشتركة للاقتراض لأغراض التجارة.
فعندما تحدث أزمة ما، يميل الناس إلى بيع الاصول والاقتراض بشكل أقل على العملات الأخرى والتركيز على الين الياباني، وبالتالي ارتفاع قيمته أيضا.
أما عن السبب الأخير، فيتعلق باعتقاد الناس في أن الين الياباني يمتلك نمطا تاريخيا يرتفع فيه في ظل الأزمات.
وبالاعتماد على البيانات التاريخية منذ عام 1997، فكلما انخفض مؤشر الاسهم الأمريكية بأكثر من 3% خلال أسبوع، كان الين الياباني يرتفع مقابل الدولار بنسبة تزيد عن 70%.
بينما ارتفعت قيمة الين الياباني بأكثر من 20% أمام الدولار، و10% أمام اليورو خلال الأزمة المالية عالمية 2008.
تم الاعتماد في كتابة هذه المقالة على المواقع التالية:
موقع investing
انفستوبيديا.
موقع pocket-trader