تعرض اليورو إلى الانخفاض أمام بعض من العملات بسبب قرارات بنوكها المركزية و ارتفاع مخاوف الركود في أوروبا تحديدا، والتي دفعت المستثمرين نحو الدولار بصفته ملاذا آمنا.
حيث ارتفعت العملة السويدية مقابل اليورو بعد أن رفع البنك المركزي السويدي سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية كما كان متوقعا.
بينما استقر مقابل العديد من اقرانه عند أدنى مستوياته، وبقي قريبا من أدنى مستوى جديد لعام 2015 مقابل الفرنك السويسري.
واستمر قريبا من أدنى مستوى في اسبوعين مقابل الدولار الأمريكي، وسط الطلب الملاذ الآمن مع تجدد مخاوف الركود في أوروبا .
حيث ترتفع مشاعر القلق من أن تتسبب عمليات رفع اسعار الفائدة في الدفع نحو الركود الاقتصادي.
وقد قال جيسبر بيترسن، محلل فوركس في بنك دانسكي وفقا لوكالة رويترز:
“إن عملة اليورو وهي العملة الموحدة تعيش في أسوأ ربع لها مقابل الدولار منذ نهاية عام 2016 “.
بينما قالت جين فولي، رئيسة إستراتيجية العملات الأجنبية في Rabobank London :
“إن المخاوف المتزايدة بشأن الركود في منطقة اليورو المرتبطة بمخاطر الطاقة، عززت تدفقات الملاذ الآمن المتمثل بالدولار”.
وهي المخاوف التي قد تزيد من تردد البنك المركزي الأوروبي من أن يكون جريئا فيما يتعلق بقرارات رفع أسعار الفائدة.
كما قالت فولي:
“إن الفرصة السانحة لرفع أسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي قد تكون قصيرة الأمد ويمكن أن يواجه اليورو رياح معاكسة جديدة””.
حيث يتوقع المحللون أن يرفع المركزي الاوروبي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عقد في 21/7/2022 لتهدئة التضخم المرتفع المتسارع.
وترتفع مخاوف المستثمرين داخل منطقة اليورو الآن وذلك بسبب انقسام الاقتصاديين على أنفسهم حول ما إذا كانت زيادة الفائدة ستضر بالاقتصاد بشكل أكبر من افادته.
وتتزامن هذه المخاوف مع ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، كان أحدها بيانات التضخم الفرنسي.
حيث قفز التضخم الفرنسي إلى مستوى قياسي بلغ 6.5٪ في يونيو، مما أضاف رياحا معاكسة لثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
وفي حديثه يوم الأربعاء في المؤتمر السنوي للبنك المركزي الأوروبي في سينترا بالبرتغال ، قال كل من رئيس البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد ورئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول:
“إنه من المهم خفض التضخم ، حتى لو كان ذلك يعني ألمًا اقتصاديًا”.
وعاد الدولار الأمريكي إلى مستوياته الصاعدة نهاية هذا الاسبوع، امام سلة من العملات الرئيسية.
حيث ارتفع امام الين لأعلى مستوى منذ 24 عاما عنند 137 ينا يابانيا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية