تشهد مختلف الاسواق إلى جانب سوق النفط ارتفاع مخاوف قراءة التضخم الأمريكي غدا الثلاثاء، والتي تتجه نحو ارتفاع مخاوف من انعكاس القراءات.
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإنه تجدر الإشارة إلى أن عدم انخفاض التضخم كما هو متوقع من 6.5% إلى 6.2% سيقود الدولار إلى مستويات مرتفعة جديدة.
بينما وفي حالة تحققت القراءة وانخفض بشكل جيد، فإن ذلك سيهدأ من مخاوف الاسواق من زيادة تشديد السياسة النقدية.
إلا أنه وحتى وفي ظل انخفاض التضخم كما هي التوقعات، فإن الأسواق ستستمر في صدمات قادمة مع قراءات اخرى للتضخم، سنشير إليه لاحقا.
التفاصيل: ارتفاع مخاوف قراءة التضخم الأمريكي لدى عموم الاسواق
تراجعت أسعار النفط يوم الاثنين بعد ارتفاعها 2% في الجلسة السابقة، حيث ركز المستثمرون على مخاوف الطلب قصيرة الأجل الناجمة عن بيانات التضخم الأمريكية المرتقبة وصيانة المصافي في آسيا والولايات المتحدة.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 74 سنتا أو 0.9% إلى 85.65 دولار للبرميل بعد ارتفاعها 2.2% يوم الجمعة.
بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 78.99 دولارًا للبرميل ، منخفضًا 73 سنتًا ، أو 0.9%، بعد ارتفاعه 2.1% في الجلسة السابقة.
وقد قال إدوارد مويا ، كبير المحللين في OANDA ، في إشارة إلى بيانات أسعار المستهلك الأمريكية المقرر إصدارها غدا الثلاثاء:
“أسعار النفط الخام تنخفض حيث يتوقع تجار الطاقة احتمال ضعف توقعات الطلب على الخام حيث أن تقرير التضخم المحوري قد يجبر الفيدرالي على تشديد السياسة بشكل أكثر قوة”.
كما أضاف قائلا:
“هذا الأسبوع يمكن أن يقدم لحظة نجاح أو كسر في مدى سوء الركود في أسعار وول ستريت.”
وقد رفع الفيدرالي أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، مما أدى إلى مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إبطاء النشاط الاقتصادي والطلب على النفط.
إلا أن المحللة تينا تينغ من CMC Markets قالت:
“مع استئناف صادرات النفط الأذربيجانية يوم الاحد في محطة جيهان التركية قد خفف أيضا من مخاوف الإمداد”.
حيث كانت هذه المحطة قد تضررت في الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا الأسبوع الماضي.
وهي نقطة التخزين والتحميل لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط من أذربيجان والعراق.
أما عن أخبار النفط الروسي، فقد كانت قد أثرت بشكل إيجابي يوم الجمعة بعدما قالت روسيا ثالث أكبر منتج للنفط في العالم:
“سنقوم بتخفيض إنتاج الخام في آذار القادم بمقدار 500 ألف برميل يوميًا ، أو حوالي 5% من الإنتاج ، ردًا على القيود الغربية المفروضة على صادراتنا”.
حيث علق ستيفانو جراسو ، كبير مديري المحفظة في 8VantEdge في سنغافورة على قرار روسيا، وقال
“إن خفض 500 ألف برميل يوميًا سيعيد روسيا إلى التوافق مع حصتها في أوبك + لأن موسكو تفرط في التصدير حاليًا”.
بينما قال مسؤولون في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لرويترز:
“إن أسعار النفط قد تستأنف صعودها إلى 100 دولار للبرميل في وقت لاحق من هذا العام بفعل تعافي الطلب الصيني ونمو المعروض المحدود بسبب قلة الاستثمار”.
ومع اقتراب صدور مؤشر التضخم الأمريكي، فقد ارتفع الدولار مرتقبا من أعلى مستوى في خمسة أسابيع وتحديدا على صعيد المؤشر.
حيث يرى المستثمرون والاسواق أن المخاطر الآن تتمثل في قراءة مفاجأة في التضخم.
وقد قال شينيتشيرو كادوتا ، كبير خبراء الفوركس في باركليز في طوكيو لرويترز:
“أعتقد أن السوق أكثر قلقا بشأن المخاطر الصعودية للتضخم ، وليس مخاطر الهبوط.”
وهي المخاطر التي تمت الاشارة إليها في مقالة سابقة اطلع عليها من خلال الضغط هنا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية