اندلع انفجارٌ هائل في مرفأ بيروت مُحدثا هزة تعادل زلزالا بقوة 4.5 درجة كما أفاد المرصد الزلزالي الأردني.
وقد شعرت الدول المحيطة بقوة الانفجار الهائل، كان منهم القبرصيين وهم على بعد مئات الكيلو مترات.
فما قصة هذا المرفأ وما هي قصة الحاوية الغامضة التي يتم الإشارة إلى أنها سبب الانفجار؟
ما هو مرفأ بيروت وما هي أهميته بالنسبة للبنان؟
يشكل المرفأ مركز التقاء القارات الثلاثة (أوروبا، آسيا، أفريقيا)، ويعتبر ممرا لعبور أساطيل السفن التجارية بين الشرق والغرب.
وقد كان في سبعينيات القرن الماضي أهم محطة للتجارة الدولية مع الدول العربية المحيطة، وحتى يومنا هذا ما زال يحتفظ بميزة تجارية مهمة جدا.
على الرغم من أن إدارة تشغيل مرفأ بيروت هي المشغل منذ العام 1960، إلا أن هذا المرفأ قديم بشكل قد لا تصدقه.
حيث نشأ المرفأ في العصر الفينيقي، وهو يشابه بذلك مرافئ صيدا وصور، وقد تم اتخاذه عدة مرات كمقر للسفن الحربية والعساكر.
كما كان المرفأ مركزا مهم لصناعة السفن في العصر الإسلامي وتحديدا في عصر معاوية بن أبي سفيان.
ولقد اهتم العثمانيون بهذا المرفأ أيّما اهتمام خاصة وأن أغلب الأعمال العسكرية كانت تتم عبر البحر.
إضافة إلى شعور العثمانيين بأهمية هذا المرفأ على الصُعُد الاقتصادية لما يتمتع به من موقع جغرافي استراتيجي.
ولقد كان المرفأ بمثابة الشريان للاقتصاد اللبناني ومجتمعه، لما كان يمدهم من البضائع وتحديدا الحرير، إضافة إلى تمتعه بميزة مهمة لدى التجار على اختلاف جنسياتهم للالتقاء وعقد الصفقات.
وفي الوقت الحالي فإن المرفأ يتعامل مع 300 مرفأ عالمي على الأقل ويستقبل حوالي 3100 سفينة سنويا.
كما تتم من خلاله معظم عمليات الاستيراد والتصدير بنسبة 75% من إجمالي التجارة اللبنانية.
وتشير التقديرات إلى أن إيرادات المرفأ قد سجلت ما لا يقل عن 199 مليون دولار أمريكي.
ويمتلك المرفأ 16 رصيفا، وأربعة أحواض، بعمق يتراوح بين 20-24 مترا، إضافة إلى مشروع تطوير الحوض الخامس.
ويزيد الحريق الهائل من آلام لبنان الاقتصادية؛ حيث يمر لبنان في ظروف اقتصادية صعبة بسبب ملفات الفساد وتدهور الأوضاع المالية.
وقد أرجأت الحكومة اللبنانية حدوث هذا الانفجار إلى 2750 طن من نيترات الأمونيوم.
حيث صرح مدير عام الجمارك في لبنان، بدري ضاهر لـ”سكاي نيوز عربية“، إن الانفجار ناجم عن حاوية تحتوي على “نترات الأمونيوم”.
وهذه مادة قابلة للانفجار، تم احتجزها وتفريغها بمستودع خاص بالكيماويات في مرفأ بيروت. وأوضح ضاهر أن الحاوية كانت “محتجزة قضائيا، بسبب خلاف قضائي بين المستود والشركة الناقلة، وتم احتجازها لصاح دعوى خاصة، وليست عامة”.
كما أشار إلى أن الانفجار كان بتلك الضخامة، لأن الحاوية كانت موجودة في مستودع مخصص للمواد الكيماوية.
وأضاف أن الحاوية لم تكن ستبقى في لبنان، وإنما جاءت “ترانزيت”.
لافتا إلى عدم وجود معلومات الآن عن الوجهة التي قدمت منها أو التي كانت ستذهب إليها
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية