رويترز: لقد قام الفيدرالي بأعنف رفع لأسعار الفوائد منذ أربعين عاما، وذلك حينما كانت ترتفع وبمعدلات مرتفعة في كل شهر تقريبا العام الماضي بعد شهر آذار، وذلك لمكافحة التضخم المرتفع وإعادته إلى المستوى المستهدف 2%، إلا أن مستقبل الفوائد على الدولار الآن بات مثارا للتساؤلات والشكوك والتكهنات.
حيث يرى صانعو السياسة في الفيدرالي أخيرًا بعض التقدم المستمر في خفض معدلات التضخم المرتفعة، مما يعزز خطتهم لرفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل.
ولكن المتداولون والمراقبون والمحللون في الاسواق المالية تحديدا، يرون أن مستقبل الفوائد على الدولار يقترب من نهايته في آذار القادم.
وقد رأى هؤلاء المراقبون أن أرقام التضخم الأخيرة، كانت تشير إلى انخفاضات جيدة.
حيث قالت الحكومة يوم الجمعة:
“إن المقياس المفضل للبنك المركزي الأمريكي للتضخم، مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي ، ارتفع بنسبة 5.0٪ في ديسمبر مقارنة بالعام السابق”.
ليكون بذلك أبطأ من المكاسب البالغة 5.5٪ لمدة 12 شهرًا اعتبارًا من نوفمبر، والأدنى منذ سبتمبر 2021.
بينما قالت الحكومة الأمريكية:
“ارتفع نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، لأنه يستبعد المكونات المتقلبة، بنسبة 4.4٪ عن العام السابق ، وهي أبطأ وتيرة منذ أكتوبر 2021”,
ولكنها أكدت على أن هذا المؤشر ارتفع بنحو 3.2٪ على أساس على أساس سنوي.
ومع هذه القراءات قام المراهنون بالإشارة إلى أن الفيدرالي سيكون قريبا من تشديد سياسته النقدية وتحديدا في نهاية شهر آذار.
حيث قال جيفري روتش ، كبير الاقتصاديين في إل بي إل فاينانشال:
“يمكن لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أن يخفض بشكل شرعي وتيرة رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل مع تباطؤ التضخم”.
وبذلك فإن اسعار الفائدة على الدولار ستقف يوم الاربعاء القادم من الاسبوع الجاري عند مستويات 4.75%.
بينما ستذهب في اجتماعهم القادم في منتصف آذار بربع نقطة أخرى لتصبح الفوائد عند 5%.
وفي استطلاع رأي قامت به جامعة ميشيغان قالت فيه:
“إن توقعات التضخم لعام واحد في قراءتها النهائية لشهر يناير انخفضت إلى 3.9% بدلا من 4%”.
كما قالت الجامعة:
“انخفضت توقعات التضخم لخمس سنوات إلى 2.9% من 3.0%”.
ولكن ومع هذه التوقعات الإيجابية والارقام الجيدة فعليا، تبقى الشكوك قائمة وبقوة حول التوقعات بأن الفيدرالي سيتوقف فعليا آذار القادم.
حيث أشار صانعو السياسة في الفيدرالي وقالوا:
كما حذروا من أنهم لا يتوقعون خفض أسعار الفائدة هذا العام للتأكد من فوزهم بالتأكيد في الحرب على التضخم.
وهي التصريحات التي يتم تحييدها حتى الآن وذلك حتى خروج رئيس الفيدالي وتأكيده على السياسة النقدية الصارمة والتمسك بالفوائد المرتفعة.
وبذلك فقط سيتم الرد إما بالنفي أو التأكيد على رهانات الاسواق بأن تخفيض الفوائد سيبدأ في سبتمبر من السنة القادمة.
حيث قال بول أشوورث ، كبير الاقتصاديين في أمريكا الشمالية في كابيتال إيكونوميكس:
“نتوقع أن يستمر التضخم الأساسي في التراجع هذا العام، الأمر الذي سيقنع الفيدرالي في نهاية المطاف بخفض أسعار الفائدة في أواخر هذا العام”.
وهنا لا يوجد أية إجابة واضحة وصريحة حول مستقبل الفوائد على الدولار خلال هذا العام أو العام القادم.
وإن كل ما يريد من تصريح حول ايقاف الفوائد، أو البدء في تخفيضها، فإنه محض توقع وتفاؤل بالأرقام التي تنخفض.
ولكن الحقيقة ستبقى متمثلة الآن بتصريحات الفيدرالي القادمة، والذي يمكن أن يتخذ من رقم الناتج المحلي الإجمالي ذريعة وسببا لمواصلة رفع الفوائد أو التمسك بها مرتفعة لفترة طويلة أيضا.
حيث ما زال الاقتصاد الأمريكي في حالة جيدة على صعيد التوظيف (رغم التسريحات)، وعلى صعيد الناتج المحلي الاجمالي (رغم التراجع)
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية