تراجعت الأسهم في مجموعات العقارات الصينية وهونغ كونغ إلى أدنى مستوياتها في نصف عقد؛ حيث أظهرت أزمة السيولة المتصاعدة في شركة التطوير Evergrande علامات انتشار المشاكل خارج القطاع العقاري، مما قد يكون الإشارة الجدية لانطلاق مشاكل الاقتصاد الصيني عما قريب ، وذلك وفقا لما جاء على صفحات كل من FT و CNBC.
حيث تراجعت أسهم “Evergrande” الشركة المدرجة في هونج كونج بما يصل إلى 18.9% يوم الاثنين.
وهو ما أدى إلى تسليط الضوء على المخاوف بشأن الصحة الأوسع لقطاع العقارات في الصين، بعدما حدثت عمليات بيع واسعة النطاق، مما أدى إلى انخفاض مؤشر Hang Seng Property بنسبة 7%.
حيث يتتبع هذا المؤشر عشرات المطورين المدرجين، وقد انخفض إلى أدنى مستوى له منذ عام 2016.
يذكر أن المجموعة الصينية تواجه التزامات تزيد على 300 مليار دولار للدائنين والشركات الأخرى، بينما يلوح في الأفق موعد نهائي لدفع الفوائد على سنداتها الخارجية يوم الخميس.
وهو الموعد الذي يجب مراقبته بحرص شديد لدراسة مشاكل الاقتصاد الصيني ، خاصة وأن النشاط العقاري يمثل أكثر من ربع النشاط الاقتصادي الصيني.
وقد قالت وزارة التجارة في هونغ كونغ:
“إن المخاوف المتفاقمة على قطاع العقارات سيجر المطورين الآخرين والمؤسسات المالية إلى مشاكل عميقة”.
بينما قال “لويس تسي” العضو المنتدب في Wealthy Securities، وهي شركة وساطة مقرها هونغ كونغ:
“لقد أصبح المطورين الصينيين يتعرضون لضغوط سداد كبيرة على السندات المقومة بالدولار، في حين أن الأسواق أصبحت متوترة من أن بكين ستدفع المجموعات العقارية المدرجة لخفض تكاليف الإسكان في الصين وهونغ كونغ.”
ما أثر ذلك على قطاعي البنوك والتأمين؟
أشار “تسي” إلى الأثر السلبي المتوقع على قطاعي البنوك والتأمين، حينما قال:
“سيكون هناك تأثير متسلسل على قطاعات البنوك والتأمين بشكل دراماتيكي”
فعلى صعيد البنوك، فإنها تتعرض للكثير من مخاوف تعثر القروض التي تم ذكر حجمها في بداية المقال.
أما على صعيد شركات التأمين، فقد بدأت شركات التأمين الصينية العملاقة بالحديث عن تعرضها لديون شركة Evergrande .
حيث كشفت شركة Ping An عن تعرضها للديون والأسهم العقارية في الصين بقيمة تصل إلى 9.8 مليار دولار.
وهذه الضربة لقطاع التأمين لا تعتبر الأولى؛
حيث تلقت نفس الشركة خسارة بقيمة 3.2 مليار دولار في النصف الأول من العام بعد التخلف عن السداد من قبل شركة China Fortune Land Development ، وهي شركة تطوير متخصصة في المجمعات الصناعية في مقاطعة Hebei الشمالية.
بينما تتعرض شركات تأمين أخرى لضغوطات كبيرة بسبب تعرضها للكثير من الخسائر على صعيد القطاع العقاري.
أثر الكارثة الاقتصادية على أسعار الحديد:
كما أثرت علامات التباطؤ في قطاع العقارات في الصين على أسعار خام الحديد، كما يبديه موقع businessinsider.
حيث تراجعت أسعار الحديد بعدما قامت الحكومة الصينية بفرض قيود على إنتاج الصلب في ظل هذه المشكلة.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام الحديد في سنغافورة بنسبة 11.5% إلى أقل من 100 دولار للطن للمرة الأولى منذ أكثر من عام.
فيما تراجعت أسعار خام الحديد بنسبة 20% الأسبوع الماضي، وهو أسوأ أداء أسبوعي لها منذ الأزمة المالية في عام 2008.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية