رويترز: لقد اكتسب الدولار الأمريكي على وجه التحديد زخما كبيرا بدعم من بيانات التضخم المختلفة، وما صاحبها من مؤشرات اقتصادية أخرى تشير إلى أن مشوار رفع الفوائد مستمر إلى مستويات قد تقترب مما أشار إليه رئيس بنك جي بي مورغان التي قال إنه يتوقعها عند 6%.
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإنه وبناء على حديث جانيت يلين أدناه، فإن التضخم ما زال شبحا مؤرقا للفيدرالي رغم انخفاضه بشكل متواصل.
وأنها ما زالت ترفض فكرة حدوث ركود اقتصادي برغم الاستمرار في رفع الفوائد.
وبالتالي فإن كل ما يحدث الآن ما زال داعما لفكرة ارتفاع او تماسك الدولار الامريكي ومؤشره.
بل إنه وفي حال أخطأ يلين هذه المرة، فإنها ستخطأ في حالة توقع الركود، وهي الحالة التي وإن حدثت، فإنه ستدفع نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الدولار الامريكي والذهب.
التفاصيل: مشوار رفع الفوائد مستمرا ويلين تشكك في حدوث الركود، فما هي النتيجة؟
قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين لرويترز يوم السبت:
“إن البيانات الأمريكية الجديدة التي تظهر ارتفاع التضخم بشكل غير متوقع في يناير تشير إلى أن مكافحة التضخم ليست خط مستقيم وأن هناك حاجة لمزيد من العمل”.
حيث قالت يلين في مقابلة مع رويترز في اجتماع للقادة الماليين لمجموعة العشرين في الهند:
“أرفض الحجج التي قدمها بعض الاقتصاديين بأن الركود أو البطالة المرتفعة بشكل كبير كان ضروريًا للفيدرالي للفوز بمعركة التضخم”.
كما تمسكت برأيها القائل بأن التضخم لا يزال من الممكن خفضه، مع الحفاظ على سوق عمل قوي.
وقد أظهرت أقوى بيانات الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة في ما يقرب من عامين يوم الجمعة أن المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي للتضخم ، مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) ، قفز بشكل غير متوقع في يناير.
مما يدعو إلى التساؤل عما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال متأخراً في معركته للتضخم، وأن مشوار رفع الفوائد ما زال في طريق طويل.
كما أظهرت التنقيحات على البيانات السابقة أن التضخم السابق كان أكثر اعتدالًا مما تم الإبلاغ عنه سابقًا.
وأن البيانات أضافت إلى مخاوف الأسواق المالية من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يواصل رفع أسعار الفائدة في الصيف.
بينما قالت يلين:
“أعتقد أن هذا التقرير أظهر أنه لن يكون خطاً مستقيماً – التضخم ليس خطاً مستقيماً”
وهو ما يعني أن الأرقام الخاصة بالتضخم، ورغم انخفاضها لأكثر من مرة خلال الشهور الماضية، ما زالت غير واضحة المعالم أو ثابتة الانخفاض.
كما أضافت:
“إنها قراءة واحدة ، لكن التضخم الأساسي لا يزال عند مستوى أعلى مما يتوافق مع هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي، لذلك هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به”.
لكنها قالت:
“إن التضخم لا يزال ينخفض على نطاق واسع خلال العام الماضي ويجب أن يستمر هذا الاتجاه، لأن عقود إيجار المساكن لا تزال تتكيف مع المستويات الأدنى مقارنة بذروات حقبة الوباء”.
لتؤكد يلين على أنها ما زالت ترى أن هناك انخفاضات قادمة على التضخم، ولكن دون أن ترى أن هناك أية مخاطر من حدوث ركود اقتصادي قريب.
لتشير يلين إلى خطأ الباحثين والمراقبين بأنهم يرون أن هناك ركودا اقتصاديا قادما.
حيث كانت دراسة جديدة قام بها ثلاثة خبراء اقتصاديين بارزين قد صدرت يوم الجمعة وأشارت إلى أن الفيدرالي سيحتاج إلى ركود أو بطالة أعلى بكثير للفوز في معركته ضد التضخم.
والباحثون الذين رأوا أن الركود حالة ستحدث لمكافحة التضخم:
-
مايكل فيرولي كبير الاقتصاديين في جي بي مورجان.
-
الأستاذ في كلية كولومبيا للأعمال فريدريك ميشكين.
-
ستيفن سيكيتي الأستاذ بكلية برانديز الدولية للأعمال.
ولكن يلين ردت على القائلين بضرورة حدوث تضخم:
“إنه في 16 حالة سابقة من حالات التضخم التي نفذها البنك المركزي ، لم يحدث أي منها دون حدوث ركود”.
لتقول أيضا:
“أنا لا أقبل ذلك على أنه بيان عام يجب أن يكون دائمًا صحيحًا”.
وبذلك تضنم يلين إلى معارضة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ضد الدراسة.
حيث قالت:
في بعض الأحيان تكون فترات الركود ضرورية لخفض التضخم، كما حدث في السبعينيات”.
وكل ما تستند إليه يلين في عدم حدوث الركود، هو أن الاقتصاد الأمريكي ما زال يمتلك سوق عمل قوي.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية