ما زالت القارة الأوروبية تنظر بعين الحرص والتخوف من نقص الامدادات الروسية من النفط والغاز من جانب، وتهديدات ومطالبات بوتين من جانب آخر والتي كان آخرها الدفع بالروبل، وهو ما يدفع إلى البحث عن مصادر بديلة وتحديدا مصادر الطاقة في إفريقيا .
وعلى الرغم من الصفقة الأوروبية التي تشير إلى حصول أوروبا على 15 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي، إلا أن وزير الطاقة الأمريكي السابق دان برويلين قال:
“إن هذه الإمدادات من الغاز المسال الأمريكي لن يكون كافيا لسد النقص الروسي”.
وقد بحث العديد من المسؤولين الأوروبين مسألة الحصول على الغاز الطبيعي من مصادر الطاقة في إفريقيا .
حيث صرح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قائلا لوكالة CNBC:
“سافرت خلال الشهر الماضي إلى دول مثل موزمبيق وجمهورية الكونغو وأنغولا في محاولة لإقامة شراكات جديدة لتوريد الغاز الطبيعي المسال”.
كما قال:
“يعد أمن الطاقة أمرًا أساسيًا للبلدان التي تعد قوى تصنيع عالمية، ويجب أن نكون قادرين على تنويع مصادر الطاقة لدينا”.
بينما أكد على خطورة الاعتماد على الغاز الروسي، ومواصلة الغرب إلى التحول الأخضر والطاقة الآمنة.
وقد قال محللون إفريقيون لشركة استشارات المخاطر السياسية Verisk Maplecroft:
“على الرغم من أن إفريقيا لا تستطيع ملء الفراغ الذي خلفته واردات الغاز الطبيعي الروسي ، إلا أنها قد تساعد في تعزيز الإمدادات”.
وبالنظر إلى الشركات النفطية العملاقة، فإنه يمكن ملاحظة إقامة شركة بريتش بتريليوم وتوتال انيرجيز لمشاريع في القارة الإفريقية.
كما قامت شركات أمريكية أخرى بتثبيت وجودها في القارة الإفريقيا مثل شركةExxon Mobil.
إلا أنه شركة بريتش بتيروليوم هي الأكثر تواجدا في قارة إفريقيا، لا سيما في حقول غاز تورتو الواقعة على الحدود بين السنغال وموريتانيا.
بينما قال رئيس شركة Eni النفطية الإيطالية العملاقة:
“نستطيع تزويد أوروبا بـ 14 تريليون قدم مكعب إضافية من الغاز من الآن وحتى عام 2025 من الأصول الموجودة في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك في أنغولا والكونغو ونيجيريا وموزمبيق”.
كما سلط المحللون الضوء على قدرة السنغال وموريتانيا ونيجيريا وأنغولا على زيادة الإنتاج.
ولكنهم أشاروا إلى أن الجزء الأكبر من الإمدادات الجديدة لن يصل حتى النصف الثاني من العقد.
بينما أكد المحللون على ضرورة الاستقرار السياسي والمالي في السنغال وموريتانيا اللتان تعيشان الآن استقرارا نسبيا.
وأكد المحللون أيضا على خطورة الوضع في موزمبيق التي تعاني من تمرد عنيف، خاصة وأنها تحتوي على احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي.
كما وقد تم اقتراح التوسع في مجال الغاز الطبيعي في خليج غينيا، مثل نيجيريا والكاميرون وغينيا الاستوائية.
ولكن الرادع الوحيد لهذا المشروع الطموح في الطاقة الإفريقية قد يتمثل في مسألة القرصنة.
حيث تتصاعد القرصنة في إفريقيا، بما في ذلك الهجمات الانتهازية على ناقلات الغاز الطبيعي المسال في السنوات الأخيرة ، قد يكون رادعا.
ولكن شركة Verisk Maplecroft قالت:
“حتى لو كانت جميع مشاريع الغاز الطبيعي المسال المعروفة في أفريقيا جنوب الصحراء نشطة وتعمل بأقصى طاقتها ، فإنها ستظل تمثل ما يقرب من نصف إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا”.
وقال تقرير الشركة:
يمكن أن يسد الطلب على الغاز الطبيعي المسال الإفريقي بعض الفجوة، ولكنها لا تستطيع حل المشكلة بمفردها”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية