أعلنت شركة سامسونج مساء الأمس عن رحيل “لي كون هي” السر وراء عملاق الهواتف الذكية وتحولها إلى امبراطور الاتصالات الحالي.
حيث أعلنت سامسونج عن رحيل Lee Kun-hee عن عمر يناهز 87 عاما بعد أن رحلة نجاح استمرت منذ أن استلم منصبه في العام 1987، خلفا لوالده الأب المؤسس.
وقد استطاع لي كون هي أن يحول شركة Samsung electronics Co الناجحة، إلى شركة عالمية مُسيطرة.
بل إنه قام بتحويل الشركة إلى علامة تجارية يعرفها الصغير قبل الكبير في كل مكان مِنْ على هذا الكوكب.
لقد قام هذا الرجل بتقديم رحلةٍ غير اعتيادية، دفعت صناعة بأكملها لاحتلال مكان الصدارة بين مختلف الصناعات العالمية.
بل يمكننا القول بأن صناعة شركة سامسونج كانت محورا رئيسيا للكثير من الصناعات الأخرى.
أما عن تحول هذه الشركة من شركة بسيطة أو عادية لم تكن رقما مهما أمام منافستها Sony Corp، لتصبح في التسعينيات منافسا شرسا لكل الشركات بما فيهم شركة سوني، فيكمن هذا السر حرفيا في قيادة هذا الرجل.
وها هو اليوم يرحل بعد رحلة امتدت لثلاثة وثلاثين عاما، حمل فيه طياتها الكثير من الإنجازات والمآخذ وأهمها:
– تولى منصب رئيس مجلس إدارة سامسونج بعد أسبوعين من وفاة والده عام 1987.
– غير من عقيدة الشركة من انتاج الأشياء الرخيصة إلى عقيدة التغيير وحمل شعار “غيّر كل شيء باستثناء زوجتك وأطفالك”.
– أضاف إلى الشركة استراتيجية التغيير المبنية على الجودة بشكل كبير.
– أدين عام 1996 بدفع رشاوى وتم العفو عنه من قبل الرئيس كيم يونغ سام.
– تمت مداهمة بيته عام 2008 من قبل الشرطة بدعاوى الرشاوى للمدعين العامين والقضاة.
– في نفس العام 2008 أُدين بتهمة التهرب الضريبي وارتكاب مخالفات مالية.
– انتهت ولايته الأولى في العام 2008 ثم عاد إلى المنصب عام 2010 حتى عام 2014 بعد أن عانى من نوبة قلبية، ثم عاد حتى عام 2020.
– تسلم ابنه لي جي يونغ منصب القيادة وقام بتحويل الشركة إلى أكبر شركة لتصنيع الهواتف الذكية.
– حمل لقب أغنى شخص في كوريا الجنوبية عام 2007.
– حصل على لقب أقوى 35 شخص في العالم .
– بلغت ثروته عند وفاته تقريبا 21 مليار دولار.
المآخذ على إدارة “لي كون هي” السر وراء عملاق الهواتف الذكية سامسونج :
يجد المحللون أن نجاح هذا الرجل لم يكن يأتي بدون تزامن جهوده مع ابتعاد كوريا الجنوبية عن النموذج العسكري إلى نموذج الدولة الديموقراطية.
وذهب البعض الآخر إلى انتقاده في مسائل تتعلق بكيفية الإدارة الداخلية للشركة.
حيث أنه ولسنوات تم انتقاد إدارة لي وابنه جاي واي لي، وذلك من حيث بسط السيطرة غير الديموقراطية في الشركة نفسها.
بل تم وصفهما بأنهم يبنيان امبراطورية داخلية، لا يمتلك فيها أي أحد حرية اتخاذ القرار باستثنائهما.
مصير سامسونج بعد رحيل رئيس مجلس إدارتها:
في الوقت الذي كانت الشركات التكنولوجية وعلى رأسهم Intel تبتعد شيئا فشيئا عن صناعة الشرائح، كانت Samsung تخطو في استراتيجيتها المستقبلية في هذه الصناعة.
وهذه الخطوة المهمة في استراتيجية الشركة ورؤيتها كانت وما زالت تشكل فرقا كبيرا للشركة الكورية.
إلا أن هذه الشركة اليوم تقف أمام مصيبة جديدة تتعلق بالضرائب العقارية التي سيواجهها الورثة والتي ستبلغ قيمة نصف تركية لي كون هي.
وهذا المبلغ المرتفع يعود إلى أن كوريا الجنوبية تفرض ضريبة على العقارات بنسبة مرتفعة تصل إلى 50%.
وهذا الأمر كفيل بتخفيض حصة العائلة في التكتل العالمي لشركة سامسونج، ويدفع إلى اضطرارهم إلى البحث عن أموال سريعة وسائلة.
وهو ما يدفع إلى الحديث عن الأموال السائلة الضرورية والحفاظ على مكانة الشركة لعدم الإضرار بالمصلحة الكورية الوطنية.
وتتمثل مصلحة كوريا بالحفاظ على شركة سامسونج التي تمثل جزءا مهما من الإيرادات والناتج المحلي الإجمالي الكوري الجنوبي.
وهذه الأمور كلها تنقلنا إلى الحديث عن إمكانية دعوة مستثمر استراتيجي للانضمام إلى مجلس الإدارة، وتأتي intel و Nividia على رأس المدعويين.
وتقف هذه الأمور الأخيرة مجتمعة وراء تفاؤل المستثمرين العالميين ودفع سهم الشركة إلى الارتفاع.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية