تتجه أنظار العالم بأسره نحو اجتماع ندوة جاكسون هول وتصريحات جيروم باول التي ستصدر الساعة الخامسة مساء اليوم الجمعة، وهو ما يثير أعصاب الأسواق المالية والنقدية على حد سواء، فهل ستعود الأسواق المالية إلى ما كانت عليه، أم هل سينتعش الدولار الأمريكي ؟
خلاصة المقالة:
ستراقب الأسواق بمختلف أنواعها تصريحات رئيس الفيدرالي، لالتقاط أي كلمة قد تمثل دافعاً إيجابيا إما للدولار أو اسواق المال.
حيث أن بعض الكلمات ستمثل دعما جيدا للدولار بسبب أن المستثمرين سيجدونها بمثابة كلمة السر للاندفاع نحو مزيد من رفع الفوائد.
ومن مثل هذه العبارات:
-
“حتى لو انخفض التضخم”
-
“حتى يثبت التضخم انخفاضه بشكل مستقر ومستمر”
-
“حتى تتحسن سلاسل التوريد”.
أما الأسواق المالية، فإنها ستكون بدورها وبشكل عام تنتظر شهر سبتمبر، الذي يعتبره الكثير من المحللين تحولا موسميا اعتياديا للأسواق المالية.
وفي حالة كانت تلميحات باول تشير إلى رفع الفوائد بشكل مستمر، فإن ذلك سيكون مؤذيا بشكل أو بآخر لمؤشرات السوق المالي.
التفاصيل:
تتأهب الأسواق المالية لموجة بيع واسعة بعد الارتفاعات التي بدأتها نهاية شهر يوليو، وذلك في حالة أكد باول صراحة على المزيد من عمليات رفع الفائدة.
وذلك بعدما استفادت الأسواق المالية بشكل كبير بداية النصف الأول من العام الجاري، مستفيدة من:
-
الأرباح القوية للشركات الكبرى للنصف الأول من هذا العام.
-
التفاؤل بأن التضخم قد بلغ ذروته مما سيسمح للفيدرالي بإبطاء رفع الفائدة أو التراجع عنها العام المقبل.
كما سيمثل شهر سبتمبر القادم، عودة المخاوف الموسمية؛ حيث عادةً ما يكون شهر سبتمبر شهرًا هبوطيًا لسوق الأسهم.
وذلك أن مديري الصناديق يميلون إلى بيع المراكز ذات الأداء الضعيف مع اقتراب نهاية الربع الثالث، كما جرت العادة في هذا المجال.
حيث قال جاك جاناسيفيتش ، كبير محللي المحفظة في Natixis Investment Management Solutions:
“لقد مررنا بمسار مذهل ولن أتفاجأ إذا تعرضت السوق لضربة هنا”.
كما قال جاناسيفيتش:
“قد ينخفض مؤشر S&P 500 قد بنسبة تصل إلى 10% في سبتمبر مع تقدير المستثمرين لاحتمالية عدم بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر كما كان يأمل البعض”.
ومنذ عام 1945 كان شهر سبتمبر تقليديًا هو أسوأ شهر لمؤشر S&P 500، وفقًا لبيانات CFRA.
كما أن الاعتقاد بأن رفع الفوائد مستمر سيكون من بين الأسباب الرئيسية للتوقعات القاتمة للأسواق المالية.
حيث أن ما يقرب من نصف المشاركين في السوق يتوقعون الآن أن يتحرك معدل الأموال الفيدرالية فوق 3.7% بحلول نهاية العام.
وقد قال سام ستوفال ، كبير محللي الاستثمار في CFRA:
“إن الاجتماع القادم للفيدرالي قد يدفع المؤشرات إلى الانخفاض بالقرب من أدنى المستويات التي كانت منتصف العام الجاري”.
إلا أن ستوفال استبعد فكرة الانخفاض إلى مستويات أقل مما كان عليه الوضع في النصف الأول من العام الحالي.
كما ستتم مراقبة بيانات اقتصادية مثل قراءة أسعار المستهلك والتي ستمنح المستثمرين مزيدًا من التبصر حول ما إذا كان التضخم قد بلغ ذروته.
هل سينتعش الدولار الأمريكي أم سيصاب بصدمة أخرى؟
ينتظر الدولار الأمريكي تصريحات باول من جانب والبيانات الاقتصادية القادمة من جانب آخر.
وذلك أنه ما زال يتربع على عرش العملات بسبب وجود الكثير من المضاربين الذين يراهنون على ارتفاعاته.
حيث يرى المراهنون أن الولايات المتحدة ستدفع إلى الحفاظ على المؤشرات الاقتصادية التي تعبر عن قوتها أمام الجميع.
وقد ارتفع الدولار بنحو 13.5% هذا العام مقابل سلة من أقرانه، في وتيرة لأقوى عام له منذ ما يقرب من 40 عاما.
بينما ما زالت صفة الملاذ الآمن صفة ملازمة للمراهنين على ارتفاعاته، وخاصة في ظل التخبط السياسي والحرب التي ما زالت مستمرة.
كما قال محللو جيه بي مورجان:
“إن البيانات الاقتصادية الأمريكية حول التضخم والرواتب، مقارنة مع الضعف المتزايد في أوروبا، ستدفع إلى ارتفاع الدولار”.
فالتضخم الأمريكي والذي ما زال مرتفعا، فإنه سجل انخفاضا عن أعلى نسبة، حينما انخفض من 9.1% إلى 8.5%.
بينما تم تعديل الهبوط في الناتج المحلي الإجمالي من -0.9% إلى -0.6% وهو ما يعني أن الاقتصاد الأمريكي لن يندفع نحو ركود معين.
وهذا الحال الأمريكي لا يتشابه مع الوضع في أوروبا، وتحديدا أنها تعاني من ارتفاعات التضخم على صعيد الغذاء والطاقة.
وعلى الرغم من أهمية الدولار القوي لبعض الأطراف إلا أنه سيتسبب في إحداث مشاكل وهي:
-
ارتفاع النفط والسلع الأخرى المقومة بالدولار بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.
-
سترتفع درجة صعوبة خدمة الديون الدولارية بالنسبة للشركات و الحكومات.
وبدوره فقد قال خوان بيريز ، مدير التداول في Monex USA في واشنطن:
“يعود جزء كبير من هيمنة الدولار إلى رؤية كيف أن الولايات المتحدة قادرة على حماية نفسها من كل السلبية التي نشأت”.
أما روب هاوورث ، كبير مديري استراتيجية الاستثمار في بنك الولايات المتحدة لإدارة الثروات فقد قال:
“إن الزيادات العنيفة لأسعار الفائدة التي قام بها بنك الاحتياطي الفيدرالي والتي تهدف إلى القضاء على التضخم ، جعلت الدولار أكثر جاذبية”.
كما أكد على أنه لا يرى أي تغيير في نهج الفيدرالي في تغيير سياسة رفعه للفوائد حتى الآن.
وقد أكد مسؤولو الفيدرالي في الاجتماع السنوي للبنك المركزي في جاكسون هول بولاية وايومنغ يوم الخميس، حينما قال بعضهم:
“سنرفع أسعار الفائدة ونبقيها هناك حتى يتم الضغط على التضخم من الاقتصاد”.
حجم المضاربة على الدولار في اسبوع:
وفقًا لحسابات رويترز بناءً على بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأمريكية الصادرة يوم الجمعة.
فإن صافي المراكز الطويلة للمضاربين ارتفع على العملة في الأسبوع الأخير إلى 13.37 مليار دولار ، بما يتماشى على نطاق واسع مع حجم هذا المركز منذ يوليو 2021.
كما يجد فريق آخر أن التصريحات لن تكون الإجابة الوحيدة لسؤال هل سينتعش الدولار الأمريكي ، بل إن هناك عوامل أخرى:
-
البيانات الاقتصادية التي ستصدر عن الجانب الأمريكي بشكل كبير قبل موعد الاجتماع القادم.
-
الظروف الاقتصادية والسياسية والتجارية لدى الدول الأخرى وتحديدا الصين.
-
ارباح الشركات التي قد تكون أقل مما كانت عليه في النصف الأول من العام الجاري.
المصادر التي تم الاعتماد عليها في إعداد هذه المقالة:
Analysis: Hawkish Fed, strong U.S. economy will keep dollar king of currencies
Wall St Week Ahead U.S. summer stock rally at risk as September looms