على الرغم من كوّن الولايات المتحدة واحدة من أغنى المجتمعات في التاريخ الحديث، إلا أنها لا تزال متخلفة عن الدول المتقدمة الأخرى في العديد من المؤشرات الهامة للتنمية البشرية، بل إنه وفي بعض الحالات ، يكون أداء الولايات المتحدة سيئًا للغاية، وبشكل يذكرنا بأحوال بعض دول “العالم الثالث”، وفيما يلي أحوال ولاية أمريكية تنتمي إلى دول العالم الثالث، من حيث الظروف الخاصة بالبنية التحتية، والظروف المعيشية.
تشير بعض التقارير إلى أن البنية التحتية الأمريكية تتداعى ببطء، وأنها بحاجة ماسة للإصلاح، وتقدر إحدى الدراسات أن نظام البنية التحتية الأمريكية احتاج إلى استثمار 3.6 تريليون دولار على مدار ست سنوات بين الأعوام 2014-2020؛ حيث في مدينة نيويورك، تأخر تطوير خط مترو أنفاق Second Avenue لأول مرة بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية ؛ والمصيبة أنها ما زالت الأعمال في المترو لم تنتهِ، إلا أن الحديث اليوم عن ولاية أمريكية، ما زالت تعيش ظروف دول العالم الثالث، وهي ولاية ألاسكا، والتي ما زالت تنتقل مياهها عبر أنابيب خشبية عمرها يتجاوز قرن من الزمان، بل إن هناك تقارير تشير إلى أن 45٪ من الأمريكيين يفتقرون إلى وسائل النقل العام الحديثة فيها.
تعد ولاية ألاسكا أكبر ولاية في الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن مساحتها تساوي خُمس حجم باقي الولايات الأمريكية، بمساحة تقدر 1.5 مليون كيلو متر مربع، وبعدد سكانيّ ضئيل جدا يقل عن مليون نسمة، وهي ولاية منفصلة عن بقية أراضي الولايات المتحدة الأمركية تقع شمال غرب كندا، تم شراؤها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 1867م من روسيا القيصرية بمبلغ كبير آنذاك وهو 7.2 مليون دولار، واحتاجت مئة عام ليتم اعتبارها ولاية أمريكية بشكل رسمي.
وتعتبر الظروف المعيشية في ألاسكا ظروفا صعبة كما تشير الدراسات التي اهتمت بشأنها، كتلك الدراسة التي أشار إليها الكاتب David Hulen عام 1992، حينما قال بأن الظروف المعيشية لسكان آلاسكا ما زالت كتلك الظروف التي سادت في القرون القديمة، وذلك حينما قالت بأن 100 قرية موجودة في الاسكا، لدى البعض القليل منها شبكة مياه شرب وصرف صحي تعمل بشكل شبه جيد، مع عمليات صيانة متقطعة وظروف تشغيلية متخلفة، مع مستويات مقلقة من الوفيات هناك، إضافة إلى عدم توفر المواصلات بالشكل الكافي، على الرغم من الدعم الفيدرالي الموجه للولاية، إلى جانب ضعف شبكات الاتصالات للسكان الموجودين في الكثير من القرى.
وفيما يتعلق بالظروف الاقتصادية للولاية فلك أن تتخيل أن الناتج المحلي الإجمالي لها 54.44 مليار دولار أمريكي كما في شهر أبريل من العام 2020، أي أنه المركز الخامس والأربعين تقريبا على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى الرغم من وجود النفط فيها بشكل كبير وخاصة بعد اكتشافه في خمسينيات القرن الماضي، بل وعلى الرغم من أن 80% من إيرادات الدولة النفطية الطبيعية تأتي من هذه المنطقة، إلا أن الظروف المعيشية ما زالت أصعب مما تتخيلون في منطقة تنتمي لأكثر دول العالم قوة من الناحية الاقتصادية، بل إن ما يزيد من المشاكل الاقتصادية لدى سكان هذه الولاية هو تكاليف المعيشة المرتفعة، والتي تعتبر الأعلى مقارنة بغيرها من الولايات المجاورة، إلا أن هناك من يشير إلى قيام الولاية نفسها بجهود ذاتية في إنشاء أماكن لتخزين البضائع والسلع للعمل على تخفيض تكلفة نقلها وبالتالي تخفيض تكاليف الشراء على السكّان، وفي العام 2017، تم اعتبار81.1% من سكان هذه الولاية عند خط الفقر أو أعلى بقليل، وهو ما يزيد من الحديث عن الأوضاع الصعبة في هذه الولاية والتي تشبه إلى حد كبير الأوضاع المعيشية لدول العالم الثالث.
انصحكم بقراءة مقالة بعنوان “ثمانية حقائق عن سوق العمل الأمريكي” لالقاء نظرة على ظروف العمل في السوق الأمريكي.