حينما بدأ عام 2023، كان الجميع يراهن على أمرين، الأول هو بداية عملية تخفيض الفوائد بعد النصف الأول من العام، والثاني بداية انخفاض الدولار الأميركي، فخاب ظن الجميع فيما راهنوا عليه، وارتفعت الفائدة ومعها الدولار، الذي ارتفع لأسباب عسكرية على وجه التحديد، ليكون السؤال الآن هل سيرتفع الدولار الأميركي مجددا لمستويات 4 شيكل؟
هذا السؤال البديهي والمشروع بالنسبة للمواطن الفلسطيني، سيكون مرتبطا بسيناريوهات عديدة، سنقدمها وفق ثلاثة محاور.
أحد تلك المحاور فقط سيعيد الدولار لبريق تلك المستويات السعرية المرتفعة، والتي سنعرضها ونعرض النتيجة لكل واحد منها.
كما سنعرض في نهاية التقرير الرأي الشخصي لصفحة كواليس المال مع تنويه مهم جدا.
هل سيرتفع الدولار الأميركي مجددا لمستويات 4 شيكل؟ سيناريو واحد لذلك
نبدأ مع السيناريو الأول. مشاعر اتساع دائرة الحرب
هذه المشاعر، تكون مؤقتة بُعيد أي عملية عسكرية، مثلما تلك التي حدثت في لبنان، فتبدأ معها مشاعر ارتفاع المخاوف من بداية جولة جديدة للحرب، والتخوف من أن تكون جولة أشد وطأة من تلك التي ما زالت مستمرة.
حيث إنه ووفقا لهذا السيناريو يرتفع الدولار بشكل بطيء وبمقدار محدود، كما ارتفع من 3.6 إلى 6.66 بعيد عملية بيروت.
وبناء على هذا السيناريو:
تكون النصيحة بالبيع التدريجي لمن حاز الدولار من مستويات منخفضة.
أما السيناريو الثاني. فيتعلق باتساع دائرة الحرب
وهنا، وفقط هنا، يمكن للدولار أن يشتد، وهذا يتطلب دخول إسرائيل في جبهات قتال شديدة ومباشرة وصريحة مع الجبهات اللبنانية، أو دخول أميركا في عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
وبالتالي وبناء على هذا السيناريو:
تكون النصيحة باستغلال كل سعر مرتفع في الأيام الأولى من الحرب، للاستفادة من المستويات التي قد تعود وبسهولة لاختراق حاجز 4 شواكل.
أما السيناريو الثالث. فيتعلق بالجانب الأميركي
حيث إنه وفي حال فشلت قراءة التضخم في الانخفاض، وعاكست التوقعات وارتفعت، منتصف شهر 1 من العام الجاري، فإن الأسواق ستبدأ بتسعير رفع الفائدة مرة أخرى.
خاصة بعد محضر الفيدرالي الذي أظهر انقساما لا بأس به حول مستقبل السياسة النقدية لعام 2024.
وبناء على هذا السيناريو، فإن النتيجة:
كما وفي حال ارتفع التضخم، فإنه وحتى خروج مجلس الفيدرالي باجتماعه نهاية الشهر الجاري، سنكون مع مستويات سعرية قد تتجاوز 3.70 شواكل للدولار بسهولة، وستكون فرصة رائعة للبيع.
وفي النتيجة؛
فإن السيناريو الأقرب للوضوح حتى الآن، ومن وجهة نظر كواليس المال سيكون السيناريو الأول.
كما ويجدر التنويه، إلى أن طول المدى بين أي حدث عسكري وبين ردة الفعل تكون بمثابة مبرد لسعر الدولار ومخفض له.
حيث تنخفض مشاعر عدم اليقين، وتبدأ التحليلات للأحداث تتشكل بصورة أوضح.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية