شاب وسيم ومؤثر اجتماعي يبلغ 28 عاما قد يصبح رئيس وزراء فرنسا ليتحكم باقتصادها

ترنح الاقتصاد الفرنسي في الوقت الحالي، سواء على صعيد سوقها المالية، أو على صعيد عملتها مقابل العملات الرئيسية، يعود في الأساس إلى المشاكل السياسية، ولكن المفاجأة الآن تتمثل في أن الحل السياسي الذي قد يعيد للاقتصاد الفرنسي نشاطه، قد يتمثل في شخص شاب يبلغ من العمر 28 عاما، وهو اليميني المتشدد جوردان بارديلا الذي قد يصبح رئيس وزراء فرنسا بعد انتخابات مبكرة قريبة (المصدر).

بارديلا ارتقى في صفوف حزب التجمع الوطني المناهض للاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة، والذي أصبح رئيسا له عام 2022.

وأهم الأمور التي ساهمت في ترقيه السياسي، هي:

  • شبابه الوسيم ومظهره الأنيق.

  • براعته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جذب الناخبين الصغار.

وفي حال فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فسيصبح أصغر رئيس للوزراء في فرنسا.

بارديلا مولود عام 1995 في ضاحية سين سان دوني شمال باريس، وهي أحد أكثر المناطق المحرومة اقتصاديا، وينحدر من أبوين من أصل إيطالي، على الرغم من أن جد والده كان جزائريا،

برع بارديلا في الاقتصاد والعلوم الاجتماعية في كلية خاصة وانضم إلى التجمع الوطني – المعروف آنذاك باسم الجبهة الوطنية – في سن السادسة عشرة.

ثم ذهب للدراسة في جامعة باريس السوربون، قبل أن يترك الدراسة للتركيز على السياسة.

وعلى عكس من يأتي من خلفية فقيرة إلى متوسطة، فإن بارديلا كان يستخدم وضعه الاقتصادي السابق في جذب الناخبين.

حيث استخدمه حزبه في الحديث مع جموع احتجاجات السترات الصفرا عام 2019، التي انطلقت ضد غلاء المعيشة آنذاك.

ويشير بعض المعلقين إلى أن بارديلا استخدم تاريخه المتواضع، رغم أنه عاش مع والده بعد طلاق أبويه، وكان والده رجل أعمال ناجح بل ويعيش في ضاحية مونتمورنسي الثرية.

وقد استفاد بارديلا من دعم زعيمة الحزب مارين لوبان، التي انتبهت له عام 2017، حينما كان يبلغ من العمر فقط 21 عاما.

ثم وبعد عامين فقط وبعمر 23 عاما، أصبح عضوا في البرلمان الأوروبي قبل أن يصبح رئيس الحزب مكان لوبان نفسها، عام 2022.

وقد أشار إليه أعضاء الحزب والمراقبون بلقب “شبل الأسد للوبان”.

ويعد بارديلا ناشطا على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل ملفت وملحوظ نظرا لوسامته وشبابه.

حيث يمتلك 1.6 مليون متابع على تك توك، ليُطلق على حب متابعينه لقب “هوس بارديلا”.

كما يعد بارديلا متحدثا بارعا فيما يخص معالجة الهجرة والجريمة، ولكن المتخصصين، يرون أنه متحدث لبق يفتقر إلى الجوهر والتفاصيل.

أما على صعيد الاقتصاد، فقد قال هولجر شميدينج، كبير الاقتصاديين في بنك بيرينبيرج:

” تحاول لوبان وبارديلا طمأنة الناخبين والأسواق بأنهما لن يزعزعا القارب”.

حيث أكد الاثنان أنهما سيعملان مع الرئيس ماكرون من أجل تدعيم الجبهة السياسية بما يدعم الاستقرار الاقتصادي.

كما ويقول المحللون بأن دعوة ماكرون إلى انتخابات مبكرة قد تكون السبب وصاحبة الفضل في وصول بارديلا المحتمل للسلطة.

إذ أن فوز الشاب قد يدعم موقفه قبل الانتخابات الرئاسية عام 2027، وهو ما يمكن أن يدفعه لسدة الحكم وهو في سن الثلاثين فقط.

بل إن بارديلا سيكون له كرئيس للوزارء مكانة مميزة في التحكم في السياسة الداخلية والاقتصادية الفرنسية.

بينما سيُترك الوضع السياسي الخارجي والدفاع منوطا بماكرون كرئيس.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية