منذ تاريخ 11/7/2024 وحتى مساء يوم الأربعاء 24/7/2024، ظل الدولار الأميركي في حالة متأرجحة هابطة، إذ فقد 3.7% من قيمته التي كانت قد وصلت إلى مستويات 3.77 شيكل للدولار الواحد، قبل أن تنخفض وتستقر عند مستويات 3.63 شيكل، فما الذي يحدث مع سعر صرف الدولار شيكل في الوقت الراهن.
سياسة أم اقتصاد؟! ما الذي قاد الدولار إلى الانخفاض؟!
تناولنا أثناء الحديث عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مسألة انخفاض الدولار، سواء قبل الانخفاض أو حتى أثنائه، وذلك من خلال استعراض العوامل الاقتصادية والسياسية على حد سواء.
فعلى الصعيد السياسي، ورغم استمرار المشاكل في الشرق الأوسط، والاضطرابات السياسية في البيت الأميركي، إلا أن الأسواق لم تكترث كثيرا بهذه الأمور.
ما يعكس امتصاصا واستيعابا من قبل الأسواق لكل الظروف السياسية في الوقت الراهن، وأنها ما زالت ضمن الإطار الذي تجري عليه منذ شهور.
وهو ما يفسر عدم ارتفاع الدولار والذهب بشكل متزامن كما جرت العادة بين هذين الأمرين والمشاكل أو الاضطرابات السياسية.
فارتفع الذهب لمستويات قياسية بينما تعرض مؤشر الدولار إلى الانخفاض، وانخفض بالقياس سعر صرف الدولار شيكل أيضا.
وليفسر ذلك أن الشؤون الاقتصادية باتت أكثر أهمية وتأثيرا على أداء العملات والأسواق.
حيث انخفض الدولار بعد انخفاض قراءة التضخم بتاريخ 11/7/2024، بعد تحسن معنويات الاسواق إزاء تخفيض الفوائد خلال وبعد اجتماع الفيدرالي بتاريخ ايلول من العام الجاري.
أما الآن فنلاحظ أن مؤشر الدولار ومعه الذهب أيضا، باتا يسيران بشكل متخبط ومضطرب للغاية، في إشارة انتظارهما لأي بيان اقتصادي مهم، أو حدث سياسي مهم أيضا.
وبما أننا قللنا من تأثير العامل السياسي كما تقدم، فإن الاقتصاد يبقى تأثيره أكبر، وهو ما ينقلنا للحديث عن أخطر الأمور.
وهي القراءات الاقتصادية المهمة على النحو التالي:
-
الناتج المحلي الإجمالي واحتمالية ارتفاعه بشكل ملحوظ يؤكد قوة الاقتصاد الأميركي.
-
قراءات التضخم التالية، والتي ستنطلق يوم الجمعة بتاريخ 26/7/2024، والتي تحمل سيناريوهات خطيرة.
فإما أن ينتكس التضخم ويعود للارتفاع، وبالتالي ضرب الآمال بتخفيض الفوائد، بشكل سيعد خبرا سارا للغاية بالنسبة للدولار.
بينما سيكون هذا السيناريو غاية في السوء على صعيد الذهب في هذه الحالة.
أو أن ينخفض التضخم وفقا لما هو مأمول، بشكل يعرض الدولار لانخفاضات تبدأ معها رحلة الهبوط الطويلة نوعا ما.
فيما ستكون فرصة الذهب وفقا لهذا السيناريو سانحة لبدء رحلة الارتفاعات القياسية.
في النتيجة؛
فإن كل ارتفاع حالي للدولار امام الشيكل سيمثل فرصة للبيع وجني الأرباح، مع الإبقاء على جزء بسيط من الدولار لغايات تحقيق الأرباح في حالة انتكاسة التضخم كما ذكرنا في المقال.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية