سعر الدولار الأميركي : تواريخ خطيرة لتحرك الدولار خلال الأسبوع الحالي

سعر الدولار الأميركي ! كلمات مفتاحية للمقالة:

  • سعر الدولار الأميركي سيكون أمام اختبارات مهمة الاسبوع الحالي الممتد حتى 20 سبتمبر 2024.

  • ستتنوع الاختبارات الخاصة بسعر الدولار الأميركي بين مؤشرات اقتصادية متنوعة وبين قرارات بنوك مركزية مهمة.

  • أهم التواريخ الخاصة بالتأثير على اداء الدولار ستكون الثلاثاء والأربعاء والجمعة.

مقدمة:

حينما نتحدث عن سعر الدولار الأميركي بشكل عام، فإننا لابد مـن أن نلقي الضوء على مكونات مؤشر الدولار الذي يحتوي ست عملات رئيسية (اليورو بنسبة 60%، والين الياباني 14%، والجنيه الاسترليني 12%، والدولار الكندي 9%، والفرنك السويسري4%، والكرونة السويدية4%)، وهذا ما سنتناوله في المقالة الحالية ضمن سيناريوهات مرتبة بحسب التاريخ والأهمية.

أولا. سعر الدولار الأميركي يستعد لرحلة مختلفة تماما!

منذ أن بدأ التضخم الأميركي بالانخفاض دون مستويات 3% وصولا إلى معدل 2.5% في القراءة الأخيرة التي صدرت خلال شهر أيلول، بدا للجميع أن رحلة انخفاض الفوائد التي طال انتظارها ستبدأ إن آجلا ام عاجلا، خاصة مع تصريح رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال اجتماع جاكسون هول (الصورة أدناه لرئيس الفيدرالي في اجتماع جاكسون هول الأخير)، والذي أكد فيه باول على أن الفيدرالي بات منفتحا على تخفيض الفوائد والتوجه نحو السياسة النقدية المتساهلة.

وبناء على العلاقة التقليدية الطردية بين الفوائد والدولار، فإن انطلاق تخفيض الفوائد خلال ما تبقى من هذا العام وحتى عام 2025، سيعني أن الدولار سيبدأ رحلة انخفاض بشكل مخالف للرحلة الصاعدة التي انطلق بها نهاية عام 2022 حينما بدأ الفيدرالي برفع الفوائد.

وانطلاقا من البيانات والتصريحات والدورة الاقتصادية التي باتت تحتاج إلى البدء بتخفيض الفوائد، فإن الظروف تشير وبقوة إلى أن العالم بأسره يسير نحو سياسة نقدية متساهلة ليس على صعيد الدولار فحسب بل وعلى صعيد كافة العملات الرئيسية باستثناء الين الياباني.

ثانيا. سعر الدولار الأميركي سينخفض ولكن!

إن نظرنا إلى ما يحدد سعر الدولار الأميركي بشكل عالمي، فإننا سنلحظ أنه يتأثر بمدى قوة أو ضعف العملات المكونة للمؤشر، أي أنه مع كل ضعف تبديه العملات المكونة لمؤشر الدولار فإن ذلك سيعني أن الدولار سينخفض بشكل نسبي وليس بشكل كبير، وذلك بالاعتماد على فروق الفوائد بين الدولار وبين الفوائد المفروضة للعملات الأخرى.

وهنا يجب ملاحظة مدى ما تؤكده البنوكها المركزية للعملات المكونة للمؤشر (باستثناء المركزي الياباني)، على أنها بدأت تخفيض الفوائد وبالتالي إصابة عملاتها بالضعف النسبي، أو جعل انخفاض الدولار ليس بتلك النسبة الكبيرة التي يروج لها.

ثالثا. أهم البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع ومدى تأثيرها على سعر صرف الدولار الأميريكي :

نبدأ هذا الأسبوع بالبيانات الاقتصادية الخاصة بتلك العملات الرئيسية المكونة لمؤشر الدولار:

الإثنين 16 سبتمبر 2024 سويسرا:

يمثل الفرنك السويسري 4% تقريبا من قيمة مؤشر الدولار، وستصدر عن سويسرا بيانات التضخم ممثلة بمؤشر المنتجين، وفي حال انخفضت فإن المركزي السويسري سيكون منفتحا على تخفيض ثالث للفوائد قد يصل إلى 3.25% في تاريخ 25-9-2024.

حيث إنه وفي هذه الحالة ستقوم الأسواق بتسعير هذا التخفيض على الفرنك، ليشكل ذلك دعما لمؤشر الدولار بنسبة 4%.

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 أميركا:

بينما وإذا اتجهنا إلى يوم الثلاثاء سنذهب إلى مؤشر مبيعات التجزئة الأميركية، والتي تشير التوقعات إلى انخفاضه بشكل ملحوظ جدا.

وهنا سنكون مع هذه السيناريوهات:

السيناريو الأول. انخفاض القراءة حسب المتوقع أو انخفاضها بأكثر من المتوقع:

حيث سيعطي هذا السيناريو ضعفا عاما للدولار حتى اجتماع الفيدرالي في اليوم التالي للقراءة.

السيناريو الآخر. مخالفة القراءة للتوقعات وعودته للارتفاع بشكل يغذي القوة الشرائية ويجعل التضخم عنيدا:

ضمن هذا السيناريو، سترى الأسواق أن القوة الشرائية ما زالت ماثلة لدى المواطن الأميركي بشكل يغذي التضخم، وبالتالي تسعير تخفيض الفوائد سيميل نحو ربع نقطة مئوية، وبشكل سيعطي الدولار دعما يعيده للتحسن.

الأربعاء 18 سبتمبر 2024 أميركا:

سيكون العالم في موعد مع اجتماع الفيدرالي، وبناء على قراءة اسعار التجزئة السابق للاجتماع، سنكون امام السيناريوهات التالية:

إما أن يقوم المركزي بتخفيض الفائدة بربع نقطة مئوية فقط، وهو ما سيمثل دعما لمؤشر الدولار بشكل كبير.

أو أن يقوم المركزي بتخفيض الفوائد بنصف نقطة مئوية، وهو ما لن يكون مؤذيا بشكل كبير للدولار بل وقد يعيده للتحسن، خاصة إذا كانت قراءة مؤشر اسعار التجزئة جيدة (حسب التوقعات  أو أفضل منها) وذلك أن الأسواق ستكون مسعرة لسيناريو النصف نقطة قبلها بيوم كامل.

بينما وإذا جاءت قراءة اسعار التجزئة معاكسة وقام المركزي بتخفيض الفوائد بنصف نقطة، فإن الدولار سيتعرض لانخفاض ملحوظ.

حيث تخفيض نصف نقطة مئوية سيكون مخالفا لتوقعات الاسواق التي ستكون قد سعرت التخفيض فقط بربع نقطة ونصف نقطة سيكون صادما ضمن هذا السيناريو.

الخميس 19 سبتمبر 2024 بريطانيا:

بالنسبة للجنيه البريطاني ستكون الأسواق أمام قرار بنك انجلترا في تخفيض الفوائد من عدمها.

حيث إنه وفي حال انخفاضها سيعطي ذلك دعما لمؤشر الدولار بمقدار تمثيل الجنيه من المؤشر وهو 12% تقريبا.

بينما وفي حال تم تثبيت الفوائد دون تغيير فإن الدولار سيتعرض لضعف بمقدار تمثيل الجنيه من مؤشر الدولار والذي أشرنا إلى أنه يساوي 12%.

الجمعة 20 سبتمبر 2024 اليابان:

بالنسبة ليوم الجمعة، فسيكون الوضع حساسا بشكل كبير، ففي حال ارتفعت قراءة التضخم لدى اليابان، وقيامه برفع الفائدة على الين، فإن ذلك سيعطي ضعفا لمؤشر الدولار بمقدار ما يمثله الين من المؤشر وهو نسبة 14% تقريبا.

بينما وفي حال لم يقم المركزي بذلك، فإنه سيعطي الدولار ثباتا نسبيا وقوة ملحوظة أمام الين بشكل عام.

 

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية