تعود الصين تدريجيا إلى نشاطها الصناعي وتحديدا في إنتاج مادة الصلب والتي تعتبر الصين أكبر منتج لها، وقد تزايد الطلب على هذه المادة بشكل مضطرد وتحديدا منذ شهر إبريل الماضي، وهو ما دفع أسعار الصلب الخام إلى الارتفاع لأكثر من 90 دولار للطن الواحد .
وقد قامت الصين برفع إنتاجها اليومي من الصلب الخام بمعدل 13% بمعدل 2.1 طن في الأيام العشرة الأولى من شهر أيار الحالي، وعلى الرغم من الإغلاقات الاقتصادية العالمية، والتخوف من الركود الاقتصادي، إلا أن هذا لم يؤثر تماما على قدرة الصين في تصريف مخزون الصلب لديها وبوتيرة متسارعة، مستفيدة في زيادة إنتاج الصلب وتصريفه من توقف صادرات البرازيل من الصلب بعد تفشي كورونا (حيث أن البرازيل تعتبرمُنتِج اساسي للصلب).
وتشير تقارير شركة BHP لصناعة الصلب، بأن الطلب على الحديد الخام آخذ بالازدياد وهو ما يرجح ارتفاع اسعار الحديد بشكل ملحوظ، وقد نشهد قريبا أزمة بين الصين واستراليا بسبب فرض الصين قيود على واردات الحديد الاسترالي وخاصة مادة ركائز الحديد (قضبان تعزيز الصلب)، وذلك بعد بعد ارتفاع المردود الصيني على إنتاج الصلب بشكل أكثر جدوى من الاعتماد على استيراده؛ حيث كانت الصين تعتمد على 60% من احتياجاتها من ركائز الحديد من الجانب الاسترالي بسبب انخفاض الجدوى المالية من انتاجه، وهو ما اختلف في ظل المعطيات الحالية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية