بلغ عدد العاملين الأمريكيين في سوق العمل الأمريكي، أكثر من 157 مليون شخصاً كما في نهاية العام 2019، وقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية، على رسم صورة سينمائية فائقة الجمال عن جو العمل لديها، وأن أي شخصٍ يمكنه تحقيق حلمه، طالما كان جزءا من سوق العمل الأمريكي، وهناك من يؤكد هذه النظرة، ويعطي الإثباتات والدلائل عليها، وفي المقابل، فإن هناك من يجد بأنها نظرة خيالية لا تمت لواقع سوق العمل الأمريكي بأي صلة.
ثمانية حقائق حول سوق العمل الأمريكي:
وفيما يلي بعض الحقائق عن سوق العمل الأمريكي، التي ذكرها مركز PEW للأبحاث ورصد المواقف ووجهات النظر:
أولا. منذ 35 عام انخفض عدد العاملين المُنتمين إلى نقابات عمالية، إلى النصف، وهذه إشارة تحتمل التحليل، فإما أن هناك عدم جدوى من إقامة هذه النقابات للعاملين في سوق العمل الأمريكي، أو أن هناك عدم اهتمام من قبل العاملين بالانتساب لهذه النقابات، أو أن النقابات انخفضت أعدادها عبر الزمن. ثانيا. معظم الأمريكيين يعملون في قطاع الخدمات: حيث يعمل 107.8 مليون شخص من إجمالي العمال غير الزراعيين داخل السوق الأمريكي في قطاع الخدمات، وأهم هذه الأعمال داخل القطاع الخدمي هي: النقل والتجارة والمرافق بعدد 27.8 مليون شخص، ثم التعليم والصحة بعدد 24.3 مليون، ثم الخدمات المهنية والتجارية، فالترفيه والضيافة، أما من يعمل في الحكومة فعددهم يصل إلى 22.5 مليون شخص.
ثالثا. 16 مليون أمريكي يعملون لحسابهم الخاص، وعلى الرغم من قلة عددهم مقارنة بما تبقى من العاملين في سوق العمل الأمريكي، إلا أن هذه الفئة هي الأكثر تأثيراً، بل إن إيراداتهم هي أعلى من غيرهم من العاملين. رابعا. جيل الألفية يمثل الفئة الأكبر في سوق العمل الأمريكي؛ أي أن ثلث العاملين الأمريكيين هم ممن تتراوح أعمارهم بين 23-38 سنة، وهو يؤكد على حداثة السوق الأمريكي. خامسا. تكسب النساء العاملات في سوق العمل الأمريكي 0.85 دولار في الساعة مقارنة بدولار واحد يكسبه الرجل العامل في الساعة، والمصيبة تكمن أن النساء، وعلى الرغم من اقتراب أجورهن من أجر الرجال، إلا أن الأعباء الملقاة على عاتقهن، تجعل مردودهن متآكل بشكل دائم ومستمر. سادسا. بين العاملين ممن يحملون الشهادات الجامعية، وبين العاملين ممن حصلوا على شهادة الثانوية العامة، هناك فجوة كبيرة، ولكن الصورة ليست بهذه البساطة، فقد أشار المركز في مسح أجراه، بأن فرصة الحاصل على الشهادة الجامعية في العمل تصل إلى 2.2%، بينما تصل فرصة الحاصل على شهادة الثانوية في الحصول على العمل، تصل إلى 3.6%، وتزيد لأولئك الذين لم يتحصلوا على شهادة، وذلك بسبب استغلال أصحاب العمل لقدراتهم في العمل بأجور زهيدة جدا. سابعا. الأمريكيون الكبار في السن يعملون الآن أكثر مما سبق، حيث يعمل 10.5 مليون شخص أمريكي بعمر يزيد عن 65 عاما، أي بنسبة 19.8% من نسبة البالغين الأمريكيين، وقد ذهب البعض إلى تفسير ذلك بسبب صعوبة إيجاد التمويل المناسب لهذه الفئة، وهناك من ذهب إلى تفسيره بحب العمل لدى هذه الفئة، إلى غيرها من الأسباب. ثامنا. على الرغم من رفع الحد الأدنى من الأجور، إلا أن هناك أصوات معارضة ومؤيدة لهذا القرار، وقد فسر بعض السياسيين الأمريكيين بأن موضوع الحد الأدنى للأجور ما هو إلا ورقة يتم استخدامها في بعض الظروف، وأنها لم تصل إلى الحد المأمول من قبل المواطن الأمريكي.
للاطلاع على المزيد من المواضيع ذات الصلة بسوق العمل الأمريكية يمكنكم الاطلاع على:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية