تكثُرُ الإشارة أثناء الحديث عن المعادن الكريمة، إلى الذهب والألماس كأكثر الأحجار الكريمة ذيوعا وانتشارا، إلّا أن هناك أحجاراً كريمة أخرى لا نسمع عنها الكثير، سوى في الحكايات والقصص، وأشهر هذه المعادن هما الزمرد والمرجان، فما المقصود بالزمرد والمرجان؟ وكم يبلغ سعرهما؟
فيما يلي سأقص لكم قصتهما باختصار شديد.
أولا. الزمرد (Emeralds)
أما عن الزمرد فهو نوع من الأحجار الكريمة النادرة، والذي يفوق في وزنه كل الأحجار الكريمة الأخرى، وهو حجر شفاف ذو طبيعة بلورية، يمتاز باللون الأخضر الغامق الجميل، ويقول الباحث حسن كامل إبراهيم في كتاب “الأحجار المنسوب إلى أرسطاطاليس” بأن أجود الزمرد ما صفا، واشتدت خضرته وظهرت نقاوته، واللون الأخضر بالزمرد نابع من مادة الكروم التي يحتويها فتكسيه لونا أخضرا، ويزداد ثمناً وسعرا باخضرار لونه، وللزمرد أنواعٌ أربعة؛ الذبابي (نسبة للون ذبابة الربيع الخضراء) وهو أفضلها وأغلاها، والسلقي (نسبة إلى لون أوراق السلق الطري)، والرياحي أو الريحاني، نسبة إلى نبات الريحان، أما النوع الذي لا يملك من القيمة كسابقيه من الأنواع فهو الزمرد الصابوني. ويُفحص الزمرد بعدة طرق، أشهرها هو التأكد من انكسار الضوء من خلاله، والتثبت من خاصية التوهج الخضراء بعد تعرضه لضوء مباشر.
أما عن ثمن الزمرد، فيعود إلى عدة عوامل، أهمها اللون، والتشبع، والتدرج اللوني، وثمن الزمرد لا يصطدم مع احتوائه على الشوائب، بل بالعكس قد تضيف بعض الشوائب الطبيعية إلى السعر نسبة إضافية.
ولمعرفة الأسعار فقد قمت بالبحث في مواقع عدة إلا أن موقع GemPundit استوقفتني أسعاره، حيث وجدتُ زمردة قُدرت بألفي دولار لم تزن سوى 0.17 قيراط (أي لا تتعدى 0.034 من الغرام)، بينما وجدتُ أن غراما واحدا من الزمرد (5 قراريط) سيصل سعره إلى 263 ألف دولار أمريكي، كما لاحظت أيضا عند التبحر في هذا الموقع أن أغلى الأسعار تؤول إلى النوع المستخرج من الأراضي الكولومبية.
ثانيا. المرجان (Coral)
أما المرجان؛ فعلى الرغم من تصنيفه على أنه أحد الأحجار الكريمة، إلا أنه ليس من المواد المعدنية، بل يعتبر أحد المواد العضوية الحيوانية، ويتألف هذا الحجر الكريم، من مادة كربونات الكالسيوم، ويحتوي على المادة المرجانية الحمراء التي تضفي إليه قساوته، وتعطيه شكله المألوف، وهذه المادة المرجانية تعود إلى حيوان المرجان، حيث يفرز هذه الشويكات المرجانية بتتابع فتتماسك مع بعضها البعض، وللمرجان ألوان متعددة منها الأبيض والأحمر، والوردي والأحمر القاني، إضافة إلى وجود المرجان الأسود، وأندر هذه الأنواع المرجان الدموي.
وستجد المرجان كما أشرنا في قيعان البحار، وأهم المصائد التي وضعت لالتقاطه تقع في شواطئ البحر المتوسط مثل تونس والجزائر والمغرب وفرنسا، وفي جنوب اليابان أيضا، وقد عرف العرب قديما المرجان على أنه أيضا من المواد الطبية، فقد ذكر محسن عقيل في موسوعة الأحجار الكريمة المصورة، أن المرجان كان يُستخدم علاجا للفقاقيع الجلدية، والشد العضلي، والتهاب العظام، إضافة إلى استعماله في بعض الأحيان علاجا للشلل مع الزمرد.
أما عن سعر المرجان، فتختلف الأسعار تِبعا للونه بشكل كبير، فتتراوح الأسعار من بعض دولارات، وصولا إلى آلاف الدولارت للغرام الواحد، حيث يصل سعر المرجان الأبيض إلى 5 دولارت، بينما يصل سعر المرجان الأحمر الغامق إلى 3540 دولار أمريكي.
أنصحكم بالإطلاع على مقالة غريبة بعنوان “أغلى المطاعم في العالم لعام 2019” حيث تصل وجبة واحدة لشخص واحد ثمن أونصة من أحد الأحجار الكريمة في وقتنا الحالي وهو أونصة الذهب.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية