إذا كان العالم يعيش في ظل تفشي فايروس كورونا، فإن هناك فايروس آخر غزا العالم بأسره قبل أكثر من عشرين عام.
وإليكم موجز لمقالة شائقة للكاتب Matt Alt عبر موقع BBC حول هذا الفايروس؟
لقد وضع التقرير الطويل تفصيلا رائعا حول انتشار سلسلة ولعبة معينة في تسعينات القرن العشرين تم اعتبارها آنذاك بصفتها الفايروس الذي غزا العالم قبل عشرين عام ، حيث تناول التقرير مسلسل ولعبة بوكيمون.
لقد خرج مسلسل بوكيمون إلى العلن في اليابان عام 1996 ، ثم في الولايات المتحدة عام 1998.
وبعد عام واحد فقط قامت شركة Nintendo بتصميم الرسوم على شكل لعبة لتحقق ارباحا تجاوزت الخمسة مليارات دولار.
ولم يتوقف الإدمان على هذا الحد، بل ذهب إلى تعلق الطلبة بهذا المسلسل بدرجة جنونية، الأمر الذي دفع المدارس إلى منع الطلاب من استخدام البطاقات الخاصة برموز هذه الرسوم.
وعلى الرغم من وصول Nintendo عام 1985 إلى أمريكا وتمكنها من تحقيق قدر جيد من الأرباح.
إلا أنها لم تحقق ما حققته مع لعبة بوكيمون والتي تجاوزت أرباحها أرباح شركات قائمة مجتمعة.
ويعود هذا الفضل من الأرباح إلى انتشار هذه اللعبة والسلسلة وتعلق الناس بها بشكل كبير.
وقد استغلت الشركة شغف العالم بشخصيات Pokemon فقامت بأمر حقق لها المزيد من الارباح.
حيث قامت بتقسيم مخلوقات Pokemon إلى مجموعتين منفصلتين على جهازين، بحيث يمكن للاعبين العمل على ضمهم من خلال كابل معين يتم ربطه بين الأجهزة.
لماذا تفشى هذا الفايروس بهذا الشكل؟
لقد جاءت هذه الرسوم إلى اليابان في الفترة الاقتصادية السيئة، والتي يُطلق عليها لقب “العقد الضائع“.
وقد أدت هذه المشاكل الاقتصادية إلى زيادة الأعباء الملقاة على كاهل الشباب، مما أدى إلى إدمانهم على الموسيقى والألعاب.
لقد تمكنت هذه السلسلة من استغلال أوقات الفراغ، ثم تمكنت اللعبة من خلق واقع افتراضي عصري آنذاك من خلال آلية اللعب المذكورة أعلاه.
وعلى الرغم من تراجع هذه السلسلة واللعبة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، إلى أنها عادت عام 2016.
وذلك حينما تم إطلاق تطبيق: Pokémon Go ، الذي طورته شركة Niantic Labs المنبثقة عن Google.
حيث أتاح هذا التطبيق استخدام GPS لتحديد أماكن مخلوقات بوكيمون الافتراضية كما وأنها حقيقية على شاشة الهواتف.
وقد تم تنزيل هذا التطبيق الفايروسي لأكثر من مليار مرة.
وإن كان هذا دليل على شيء فإنه دليل على أن الفايروس الذي غزا العالم سابقا قد يعود في اي لحظة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية