يبدو أن الصين ستنشط صادراتها بسبب الانتخابات الأمريكية ، وذلك من خلال بيع البضائع لأنصار المرشحين الأمريكيين.
ولك أن تتخيل أن هناك مصنعا في مقاطعة تشيانغ الشرقية، رفض طلبات صنع أعلام صينية لعطلة العيد الوطني التي تستمر أسبوعًا، فيما قام بصنع البضائع الخاصة بأنصار الرئيس الأمريكي.
وقد أشار صاحب هذا المصنع بأنه يفض صنع بضاعة سيتم بيعها للجانب الأمريكي بسعر أعلى من ذلك الذي يتم بيعه في الصين.
ونحن إذ نتحدث عن المصانع الصينية فنحن نتحدث الصناعة من القبعات والأساور إلى أي أمر يتم استخدامه في مسيرات التأييد.
ونحن هنا في أكثر الأجزاء إثارة للسخرية، فبعد استهداف ترامب اقتصاد الصين طوال فترة رئاسته، ها هو يقوم بدور كبير في نهضة الصادرات الصينية من خلال إنتاج بضائعه الخاصة بحملته الانتخابية.
يُذكر أن المصانع الصينية أبلغت في الأشهر الأخيرة عن انتعاش حاد في الطلبات من المشترين الأمريكيين.
حيث ارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 16% على أساس سنوي في شهري يوليو وأغسطس.
وهذا الانتاج الصيني سيكون مربحا للجانب الأمريكي أكثر من الجانب الصيني، فيكفي أن تعلم أن التاجر الأمريكي الذي اشترى بضائع الحملة الانتخابية بدولارين، سيبيع نفس المنتج في أمريكا بمبلغ 12 دولار.
وقد بدأت طلبات الشراء الخاصة بحملة ترامب منذ شباط ، وهو ما مكّن بعض المصانع الصينية من البقاء بعد كورونا.
ويشير البعض في الصين إلى أن المبيعات الخاصة بالحملة الانتخابية الأمريكية تزيد من المبيعات الصينية بشكل عام.
حيث ترتفع بنسبة 70% مقارنة بأي فترة أخرى يتم فيها التصنيع المخصص والتصدير للجانب الأمريكي.
ومما يثير السخرية أيضا أن هناك مصانع تنتج بضائع لحملتي ترامب وبايدن معا في نفس الوقت؛ حيث أن هناك قبعات يتم إنتاجها رافعةً شعار:
“اجعل أمريكا عظيمة، هيا ترامب”.
وهناك قبعات يتم إنتاجها مطبوعا عليها:
“أي شخص ممكن باستثناء ترامب 2020”.
كما أن الأمر سيتعدى كون الصين ستنشط صادراتها بسبب الانتخابات الأمريكية ؛ حيث أنها ستقوم من أجل تلبية إنتاج هذه الصادرات على القيام بالأمور التالية:
تنشيط العمالة واحتفاظ آلاف الصينيين بوظائفهم.
إنتاج الماكينات اللازمة لصناعة هذه البضائع.
إعادة بث الروح في سلاسل التوريد.تنشيط حركة التجارة الخارجية.
ناهيك عن التعاون بين المصانع المتكاملة التصنيع.
ويبدو أن أكبر المخاوف لدى الجانب الصيني انتهاء الانتخابات الأمريكية وتكدس البضائع التي لم يتم بيعها قبل الانتخابات.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية