ينتظر العالم في الساعات القادمة الإعلان عن الرئيس الأمريكي الجديد، إلا أن الأمر سيكون في الحالتين مؤلماً بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتتبادر إلى الأذهان الآن مسألة غاية في الأهمية وهي معرفة تأثير فوز بايدن أو ترامب على الدولار الأمريكي و النظام المصرفي .
فعلى الرغم من أن السياسة النقدية ستظل فضفاضة لسنوات قادمة من الآن، إلا أن الأهم بالنسبة للأسواق والدولار هو معرفة ما ينتظرهم.
تأثير فوز بايدن أو ترامب على الدولار الأمريكي و النظام المصرفي :
يتوقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن تظل أسعار الفائدة قريبة من الصفر لمدة ثلاث سنوات أخرى على الأقل.
وقد أكدت على ذلك اللجنة التي كونها الاحتياطي الأمريكي والتي قدمت استراتيجية طويلة الأجل تهدف إلى المحافظة على معدلات منخفضة من الفوائد للخروج من هذا الركود.
وهذا يدفع إلى الحديث عن إمكانية بقاء الدولار الأمريكي في حالة انخفاض نسبية حتى يستعيد الاقتصاد نشاطه وقوته.
وفي هذا الأمر يقول فينسينت راينهارت ، المدير السابق لقسم الشؤون النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي:
“بالنسبة لأي من المرشحين فيما يتعلق بالسياسة النقدية، فإن جيروم باول سيساندهما”. وأضاف راينهارت قائلا:
“سيسمح اكتساح الحزب الديمقراطي لحزب بايدن بتقديم حزمة دعم مالي أكبر بكثير مما يوافق عليه المشرعون الجمهوريون.”
وهذا يعني أن فوز بايدن سيؤدي إلى استمرار الجدول الزمني الخاص بتشديد السياسة النقدية.
وبمعنى آخر فإن الفوائد الصفرية ستبقى ملازمة للأسواق لسنوات.
ونحن إذ نتحدث عن باول فإننا نتحدث عن رئيس الفيدرالي الأمريكي الذي ستنتهي ولايته عام 2022.
فإذا فاز بايدن كما يتوقع البعض فإنه قد يختار لايل برينارد وزير الخزانة الأمريكية لتولي منصب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي بديلا لباول.
أما في حالة فوز ترامب فإن جيروم باول قد يواجه توبيخا كبيرا على سياسات الفيدرالي الخاصة بالفوائد.
إلا أن جيروم قد يتغاضى عن هذا التوبيخ لأن ترامب قد يضطر بشكل كبير إلى تمديد فترته لولاية أخرى وذلك لأن ترامب لا يملك شخصا أكثر مرونة من باول.
أما عن تأثر فوز بايدن أو ترامب في كرسي الرئاسة على النظام المصرفي؛
فيعتقد الكثيرون بأن انتصار بايدن سيؤدي إلى دفع الاحتياطي إلى اتباع نهج صارم جدا مع النظام المصرفي.
وذلك بعد جملة من التسهيلات التي تمتعت بها المصارف في زمن ترامب الجمهوري وهو الأمر الذي لا يحبه الديموقراطيون أبدا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية