كم يبلغ الدين العام الأمريكي الحالي؟
يبلغ الدين الأمريكي اليوم 23.5 تريليون دولار أمريكي مقابل ناتج محلي إجمالي يقدر ب21.5 تريليون دولار، مع ملاحظة أن مقدار ما تستدينه أمريكا من الداخل والخارج لتمويل نفقاتها، وأنه يشمل السندات الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية ولا تشمل السندات المضمونة من قبل الحكومة الأمريكية.
هل وصلت الديون الأمريكية يوما إلى مستوى الصفر؟
بطبيعة الحال فإن الدولة تنفق أكثر مما تنتج، ولكن نعم فإن الديون الأمريكية وصلت إلى مستوى الصفر في عهد الرئيس أندرو جاكسون (الرئيس السابع للولايات المتحدة 1829)، ولكن لفترة وجيزة، وهذا يعني أن الدين العام الأمريكي كان يمثل جزءا من الاقتصاد العام للحكومة أي أن الدين اقتصر على الجانب الداخلي فقط.
هل تم سداد الدين الأمريكي يوما ما؟
حسب المراجع والأدبيات التاريخية فإن الحكومة الأمريكية لم تسد الدين أبدا، وإنما كانت تعمل على إصدار أدوات ديون جديدة، أو تعمل على جدولة ديونها بعد تضخيمها أساسا.
هل المواطن الأمريكي يُعتبر مدينا لنا؟
إذا أردنا أن نبسط الإجابة فإن كل مواطن أمريكي مدين بقيمة 76 ألف دولار أمريكي من إجمالي الدين، وللتوضيح أكثر فإن المواطن الأمريكي مدين بما يصل إلى 50 ألف دولار لدول العالم.
هل تستطيع امريكا الاستدانة كما تريد؟
حسب القانون والدستور الأمريكي فإنه لابد من الموافقة على رفع سقف الدين الأمريكي، إلّا أن الواقع يشير إلى أن سقف الديون ارتفع أكثر من 74 مرة ما بين 1962-2012، بل وأن مجلس النواب مرر عام 2012 قاعدة برفع سقف الدين تلقائيا عند تمرير الميزانية السنوية وهو ما رفع الديون إلى الضعف في فترة وجيزة.
هل ستتأثر الديون الأمريكية بفايروس كورونا؟
إذا تحدثنا عن التأثير المباشر المُبسط لفايروس كورونا على الدين فإننا نتحدث عن تأثيره العام على السندات، وهو ما يرفع من قيمة الفوائد عليها للعمل على تسويقها في الظروف المضطربة، وهو ما يزيد من عبء الدين الأمريكي، وفي ظل الظروف الإنتاجية المُعطلة جزئيا فإننا نتحدث عن زيادة الفجوة السالبة بين الدين والإنتاج، وهوما دفع ترامب مساء أمس للتصريح باقتراب عودة الشركات للانتاج.
هل سيعاني الدين الأمريكي وحده؟
حسب البنك الدولي وتقريره الأخير، فإن الدين العالمي سيتراكم بشكل أكبر، وأن كورونا بريئة من الخلل الهيكلي في الدين العالمي، وأنها لم تكن سوى شرارة لتفجير أزمة الدين العالمي المتراكم، ولفت نظر المسؤولين بشكل جديّ.
هل الاجراءات التحفيزية الأمريكية ستنقذ الأسواق؟
إنقاذ!!! تحفيز!!! هل تعتقدون أن طباعة الولايات المتحدة الأمريكية لمليارات الدولارات سيكون إنقاذا للأسواق ووقف لخسائر الشركات، إنها مسمارٌ آخر يُدق في نعش الرأسمالية، إننا نتحدث اليوم عن ارتفاع في الانفاق الاستهلاكي ومعدلات استدانة الأسر، والأدهى من ذلك أن الانفاق ينخفض بفعل الحظر والحجر وأن الائتمان سيتآكل شيئا فشيئا وأن التعثر الفردي والمؤسساتي والحكومي قادم لا محالة.
ما الذي يعنيه تحرك امريكا وهدوء الصين؟
إن الخطوات الأمريكية التحفيزية والتي ستغرق العالم أكثر في مشكلة الدين، تقابلها مناورات صينية لقيادة العالم، ففي الوقت الذي تخفض فيه أمريكا الفائدة لرفع الائتمان وتطبع التريليونات لدعم الشركات والأثرياء فإن الصين تؤمن السلع العالمية الأساسية، وتقوم بإصلاحات على صعيد الحوكمة العالمية، وتقوم بعرض المساعدات على الدول المحتاجة (لدعم الأفراد وليس الشركات).
الصين وأمريكا وكفى، فماذا بشأن أوروبا؟
إن الاتحاد الأوروبي اليوم في حالة امتحان حقيقي فيما يتعلق بالوحدة، بل إن الدولة الغربية الحديثة بعد الثورة الصناعية في حالة امتحان وجودية، والشعب الأوروبي لن يقف إلا مع من مدّ يده مساعداً، وهو ما سيتكشف بعد كورونا بشكل أكثر وضوحا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية