يقوم رجل الأعمال الهولندي Frederik Duerinck بالعمل على إنشاء وتطوير جهاز يشبه المكعب، من شأنه إضافة الروائح للعروض التلفزيونية والسينمائية من خلال شركته الناشئة Scentronix، فماذا تعلم عن تاريخ محاولات إضافة الروائح للتلفاز ؟ ولماذا يعتبر الأمر صعبا؟ هذا ما نشره الكاتب مارك إيلوود في مقالة عبر BBC، وإليك موجز مقالته.
يعود تاريخ محاولات إضافة الروائح للتلفاز لأكثر من مئة عام، وذلك حينما حاول أحد أصحاب دور السينما بإضافة رائحة الورد أثناء عرض لعبة كرة القدم الأمريكية.
ثم وفي عام 1939 تم كشف النقاب عن محاولة لتقديم جهاز يقدم الروائح للمشاهدين، فيما عُرف باسم Smellovision أو Scentovision.
وذلك حينما تم كشف النقاب عنه في المعرض العالمي في نيويورك؛ حيث تمثل هذا الجهاز بمجموعة من الأنابيب الموصولة بكراسي المشاهدين والتي من خلالها يمكن لعامل العرض أن يبعث رائحة متزامنة مع الصور التي كانوا يعرضونها.
ثم عاد الاهتمام بهذه التكنولوجيا عام 1960، وذلك حينما تم إعادة إحيائها بشكل مبسط عندما تم إطلاق Scent of Mystery.
ثم وفي التسعينيات، قامت شركة DigiScents في أوكلاند بكاليفورنيا بإطلاق مفهوم iSmell، كمحاولة جديدة لإضافة الروائح إلى التلفاز.
وقد جمعت الشركة 20 مليون دولار (12.5 مليون جنيه إسترليني) لتمويل جهاز منزلي قالت إنه سيعمل عن طريق توصيله بمنفذ USB بجهاز الكمبيوتر.
وقالت الشركة بأن الروائح ستتولد من خرطوشة قابلة للاستبدال ، مثل الطابعة النافثة للحبر.
ولكن الجهاز لم يعمل بشكل جيد، وكان من الصعب إضافة الروائح بشكل متزامن مع المشاهد، وهي نفس المشكلة التي واجهت جهاز Smellovision.
وقد أعلنت الشركة عن إفلاسها بعد أحداث 11 سبتمبر ودخول أمريكا في أزمة اقتصادية طاحنة، وقامت الشركة بإقفال ملف اختراعها بعد عامين من نموذجها الأولي.
وعلى الرغم من أن عالم الترفيه أصبح أكثر تطوراً وغامرة وواقعية، إلا أن الرائحة ستظل العنصر الوحيد الذي يصعب تقليده.
أسباب صعوبة إضافة الروائح للعروض التلفزيونية والسينمائية:
سيواجه المخترعون الكثير من التحديات لإضافة روائح واقعية مع المشاهد، وخاصة الحركية أو العاطفية.
ويشير العلماء بأن حاسة الشم من أعقد الحواس التي يمكن أن تتخيلها.
ويمكن الرجوع إلى نتائج الباحثين ليندا باك وريتشارد أكسل (الحاصلان على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء عام 2004).
حيث قاما عام 1991 بنشر ورقة تؤكد أن حاسة الشم تعتمد على حوالي 1000 جين مختلف في الأنسجة التي تبطن الجزء العلوي من تجاويف الأنف لدى الإنسان.
كل هذا يجعل التنبؤ بالروائح وإعادة تكوينها بشكل مصطنع عند الطلب أمرًا صعبًا للغاية ، لا سيما أن الكثير من العمل على الروائح الاصطناعية يخضع لحراسة مشددة من قبل الشركات متعددة الجنسيات السرية.
كما يشير العاملون في المجالات الإنسانية إلى أن الروائح بحد ذاتها سيختلف معناها من ثقافة لثقافة وهو ما سيزيد من صعوبة تكييف الرائحة مع المشهد نفسه في حال التمكن من اختراع ذلك الجهاز القادر على إضافة كافة الروائح تقريبا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية