كتبت الكاتب الصحفي والباحث في الشؤون الخارجية في الشرق الأوسط وإفريقيا بوبي غوش مقالا مهما عبر bloomberg opinion، عن أن السعودية والإمارات في طريقهم إلى تصادم اقتصادي قريب.
حيث استند غوش في ذلك على ما يلاحظه من قوانين وإجراءات صادرة عن البلدين مؤخرا، إضافة لتأثير مشاكل النفط السعرية مؤخرا.
وقد رأى غوش في قيام الأمير محمد بن سلمان بالكثير من الإصلاحات الاجتماعية، خطوة في تغيير صورة السعودية في أذهان الغرب.
حيث أصبحت الرياض وجدة أكثر تحررا عن ذي قبل، إلى جانب مدينة نيوم الواقعة على البحر الأحمر والتي توصف بمنطقة الحريات.
ويأمل المسؤولون السعوديون بأن تُسرّع هذه الإجراءات من عملية دفع الاستثمارات العالمية إلى الداخل السعودي.
وهو ما أكدت عليه شركات شهيرة خلال مؤتمر الاستثمار في دافوس الصحراء الذي عُقد الشهر الماضي.
حيث قالت 24 شركة متعددة الجنسيات بما فيها ديليويت وبيبسي وغيرها بأنها ستنقل مقراتها الإقليمية إلى المملكة السعودية.
وقد رأى غوش أن ذلك يعتبر مضحكا من قبل شركات تمتلك بالفعل مكاتب في المملكة السعودية.
وأكد على أنها لن تنقل مقراتها الإقليمية، بل ستعيد تسمية المقرات بالمقرات الإقليمية الرئيسية، فيما ستحافظ على وجودها في الإمارات.
كما وجد غوش بأن بعض الشركات القوية ستقوم بالتفاوض على بعض الإعفاءات من الأوامر السعودية.
ثم ذهب إلى الإمارات، وأشار إلى أنها تقوم بالكثير من الردود الجادة إزاء ما تقوم به السعودية من إجراءات وإصلاحات.
حيث باتت الإمارات تمنح المغتربين حصة أكبر في اقتصاد بلادها من خلال تعديل القوانين للسماح للشركات بالملكية الكاملة.
إضافة إلى أن بعض فئات المغتربين قريبًا سيشقون طريقهم إلى المواطنة، وهي خطوة مصممة خصيصًا لتعميق التواجد الاجنبي.
كما رأى غوش بأن الإمارات ستقوم باستغلال تشجيع مجتمع المغتربين المتواجد فيها، والذي سيشجع الغير للانتقال إليها.
وأكد على أن الإمارات ستستغل سمعتها في مجال حرية العمل والحياة الراسخة منذ عقود، مقارنة بالحرية الجديدة على السعودية.
وختم غوش مقالته مؤكدا على أن السعودية والإمارات في طريقهم إلى تصادم اقتصادي بشكل أكثر صرامة في المستقبل القريب.
فالبلدان قاما باستنزاف الثروة المتراكمة من عقود صادرات النفط والغاز وهو ما سيزيد من منافستهما في مجالات أخرى بحسب غوش.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية