يعتبر الكساد العظيم من أكثر الأوقات صعوبة على الاقتصاد في التاريخ المعاصر؛ حيث بدأ في أمريكا خلال ثلاثينيات القرن المنصرم، لينتقل إلى مناطق أخرى حول العالم.
وقد تفشت خلاله ظواهر مختلفة؛ مثل البطالة، والتشرد، والجوع، حتى وصل الأمر بالناس إلى الوقوف في طوابير طويلة للحصول على وجبات بسيطة.
كيف حدث الكساد العظيم ؟
يعتبر انهيار سوق الأسهم في أكتوبر من العام 1929 شرارة انطلاق الكساد العظيم، ولكن بعض المؤرخين تحدثوا عن عوامل أخرى لانطلاق هذا الكساد، كان أهمها:
-
العواصف الرملية التي ضربت أراضي غرب ووسط أمريكا مما أدى إلى جفاف الأراضي وانخفاض قدرة المزارعين على العمل.
-
الإفراط في إنتاج السلع من قبل الشركات ما أصابها الشلل والتوقف أثناء الحرب العالمية الأولى.
-
ارتفاع نسبة ديون المستهلكين والتي ارتفعت وتيرتها مع ارتفاع المنتجات المعروضة في السوق.
-
المضاربة على سوق الأسهم؛ طمعا في الربح السريع.
-
إفلاس البنوك بعد تعثر القروض التي كانت تقدمها بشكل كبير دون ضمانات كافية، مما أدى إلى تعثر العملاء تباعا.
انهيار النظام المصرفي يفسر كيف انتشر الكساد العظيم؟
وعلى الرغم من أن انهيار الأسهم كان الشرارة التي أوقدت الكساد العظيم، إلا أن انهيار النظام المصرفي سرّع في انتشار الكساد العظيم.
وما أن بدأ الكساد حتى غَضِبَ الناس في أمريكا، وألقوا بجام غضبهم على الرئيس هربرت هوفر، والذي كان قد قدم برنامجا اقتصاديا منفتحا للغاية في عشرينيات القرن الماضي.
كما قام الناس بإطلاق اسم “هوفرفيل” على المنازل الحديدية التي كان يعيش فيها المشردون عام 1933 بعدما ساءت أحوالهم بسبب الكساد.
وفي عام 1933، تم انتخاب فرانكلين روزفلت رئيساً، بعدما وعد الشعب بصفقة جديدة تتيح للحكومات بوضع قوانين وبرامج لإنقاذ البلاد والعباد من ويلات الكساد.
كما سن روزفلت قوانين ما زالت سارية حتى يومنا الحالي، أهمها قانون الضمان الاجتماعي.
وعلى الرغم من تلك القوانين التي وعدت فيها الحكومات، إلا أن هناك من يجد في الحرب العالمية الثانية منقذا رئيسيا من الكساد.
حيث أدت الحرب العالمية الثانية إلى زيادة إشغال الناس في المصانع وتحديدا في المجالات الحربية والطبية.
طالع مقالة مهمة بعنوان: “أخطاء اقتصادية تعيد الكساد العظيم“