لطالما أشار إيلون ماسك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، إلى عدم اكتراثه بدرجة الماجستير، بل إنه يراها درجة أكاديمية مضللة، وفيما يلي مقالة عن إيلون ماسك ودرجة الماجستير وأسباب رأيه السلبي فيها.
لقد انتقد إيلون ماسك درجة الماجستير، وتحديدا ماجستير إدارة الأعمال، على مدار العام الماضي، علما أن إيلون ماسك حاصل فقط على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والفيزياء من جامعة آيفي ليج في بنسفالنيا.
وتشير بعض الوثائق بأن ماسك ترك برنامج الدراسات العليا في جامعة ستانفورد؛ حيث خطط لبحث تكنولوجيا تخزين الطاقة للسيارات الكهربائية.
ويقول الملياردير ماسك عبر صفحات النيويورك بوست، وهو الشخص الذي كان أغنى رجل في العالم لفترة جيدة من العام الماضي قبل أن يتراجع للمركز الثاني بعد جيف بيزوس:
“إن العديد من الشركات الأمريكية، تتم إدارتها من قبل حملة ماجستير إدارة الأعمال الذين يهتمون بالأرقام أكثر من اهتمامهم الحقيقي بعملائهم.”
ولطالما انتقد ماسك مدى انهماك الجميع في سوق العمل بالتباهي بهذه الدرجة، والتي لا يراها على ذلك القدر من الروعة.
بل إنه أشار بأن درجة الماجستير ليست الأهم، بل إن هناك ثلاثة أمور يجب أن يهتم بها القائد بها وفقا للأولوية، وهي:
-
التركيز على ما يتم تقديمه للعملاء من منتج أو سلعة.
-
ثم عقد الاجتماعات ذات العلاقة بالمنتج.
-
ولاحقا الاهتمام بالبيانات المالية.
حيث تتمحور نظرة ماسك بجودة المنتج أو الخدمة، والتي ستنعكس إيجابا على النواحي المالية، بدلا من التركيز على الأمور المالية قبل اي شيء.
ولم يقف الأمر لدى إيلون ماسك عند ذلك فحسب، بل قال أيضا:
“إن الكليات والجامعات مكان مخصص للمتعة ولإثبات أنه يمكنك القيام بالأعمال المنزلية ليس أكثر.”
وهذه الحرب التي فتحها ماسك على نفسه، دفعت قادة كليات إدارة الأعمال إلى الرد على إيلون ماسك.
حيث قال أحدهم:
“إن برامج ماجستير إدارة الأعمال تساعد في تعليم قادة الأعمال كيفية تطوير المنتجات والتفاعل مع الأعمال”.
بينما قال جلين هوبارد، العميد السابق لكلية كولومبيا للأعمال:
“ماسك صاحب رؤية مميزة”..
“لكن يمكن لقائد الأعمال أن يُحسّن من رؤيته وخططه إذا امتلك درجة ماجستير، أو العمل مع فريق قوي من ماجستير إدارة الأعمال”.
ولكن إيلون ماسك صدم الجميع حينما قال في تغريدة له نهاية العام الماضي:
“لا يجب أن تمتلك درجة جامعية أساسا للعمل في شركة تسلا”.
كما أيد كارل ساكسون رأي إيلون ماسك، على الرغم من أنه أحد حملة الماجستير في إدارة الأعمال، وذلك حينما قال:
“تعتقد أن هناك أشياء مثيرة يمكنك القيام بها بعد التخرج، لكن لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لتعلم أنك تعقّد الأمور البسيطة حقًا.”
كما وافق مارك بلومفيلد رأي إيلون ماسك على صفحات الوول ستريت قائلا:
“هذا ما حدث لشركة إنتل، لقد استحوذ حملة ماجستير إدارة الأعمال على المسؤولية ودخلت الشركة في دوامة البيانات المالية”.
أما عن التصريحات الخطيرة التي أيدت في روحها أقوال إيلون ماسك، فقد قال “إيد بوكسزار”:
“بصفتي أستاذًا قام بتدريس ماجستير إدارة الأعمال في جميع أنحاء العالم على مدار الثلاثين عامًا الماضية..
…أود القول بأن برامج ماجستير إدارة الأعمال أصبحت أقل صرامة، وأن مستوى التفكير النقدي والابداعي فيها قد انخفض”.
هذه الحرب التي أطلقها إيلون ماسك، دفعت الكثير إلى تأييد إيلون ماسك، خاصة مع ارتفاع أسعار تكلفة التعليم العالي.
بل ذهب البعض إلى تأييد التعليم المهني بشكل أكبر، ولكن السؤال يتمحور الآن عن واقع التعليم وسوق العمل في السوق العربي.
ويمكن أن نناقش وضع السوق العربي من خلال الأسئلة التالية:
-
هل تعتبر درجة الماجستير وسيلة جيدة للحصول على فرص عمل افضل؟
-
وهل تمكّن درجة الماجستير صاحبها من مواكبة الحداثة؟
-
بل هل نمتلك كسوق عربي برامج تدريب مهني معتمدة بشكل عالمي أو شبه عالمي، تمكّن صاحبها من الريادة بدلا من الاعتماد على الدراسات العليا؟
وفي حال امتلاكنا للبرامج المهنية…..!
-
هل نمتلك المؤسسات التي تعتمد الإداريين وفقا لكفاءتهم المهنية بشكل أكبر من احترامهم للكفاءات القائمة على الشهادات الأكاديمية؟
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية